هذه الرسالة تكلم فيها الباحث الشيخ السيد أحمد عبدالرحيم السيد عن مسألة مهمة ، ناقش فيها أسانيد الإجازة بالشاطبية وقد استحضر فيها قواعد البحث العلمي بتجرد وصدقٍ وعمق وفيها مقدمة نفيسة تكتب بماء الذهب لفضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ القراء بالمسجد النبوي الشريف ، وموضوع الرسالة مهم وخطير في نفس الوقت على الأجيال الحالية والآتية من طلاب القرآن الكريم ، وهي آفة جديدة من آفات الإجازات والأسانيد.
وبيّن الباحث في هذه الرسالة بالأدلة والبراهين أن أسانيد منظومة الشاطبي لا تخرج عن كونه تركيباً وتلفيقاً في الأسانيد قائمة على الظن والتخمين، حري بكل مهتم بمنظومة الشاطبي أن يطالع هذه الرسالة القيمة.
ما من علم إلا وله أصول بُني عليها ، والقراء لم يتحدثوا عن أصول لهم ، وهذا الكتاب جاء ليبين تلك الاصول ويوضح المبهم ، فألف فضيلة الشيخ : محمد الدسوقي أمين كحيلة ، الجامع للقراءات العشر الصغرى والكبرى ، فسماه ( أصول وضوابط علم القراءات والعلوم السبعة ) ، فبين الأصول والضوابط ووضحها بأفضل طريقة وأجمل صورة ورتبها المؤلف على حسب أهميتها ، فبدأ بالإسناد ثم الاستعاذة والقراءة ، والقراءات ، والتجويد والتوجيه ، والوقف والرسم والعد ، ثم ختمتها بأصل ارتبط بجميع العلوم السبعة.
هذا الشرح من الشروح المهمة للشاطبية ألفه الإمام عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة الدمشقي المتوفى سنة 665ه ، من الشروحات الثمينة والسمينة التي قلما يلتفت إليها مع أنها ثرية بالفوائد والدرر التي يشد إليها الرحال ، وقد يتعجب المرء عند مطالعة الكتاب كثرة الاحاديث والدقائق النحوية والصرفية وذكر الإختلافات الدقيقة ، ويشير إلى بعض الأمور اللغوية ، بل يضيف وينتقد ويصحح في بعض الأشياء التي يرى أنه محل نظر وقد يذكر بعض التقسيمات اللطيفة والممنهجة فحري لمن يعتني بالشاطبية أن يقرأها ويفيد ويستفيد.
تعد منظومة الشاطبيّ أو نظم الشاطبيّة -حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع- من المصنفات العلمية التي كتب الله تعالى لها القبول بين أهل القراءات فاستحسنوا متنها و عكفوا عليها اعتكاف حفظ و تدريس وقراءة، ولقد سارت الركبان بقصيدته حرز الأماني في القراءات والرسم وحفظه خلق لا يحصون وخضع له فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع و أوجز وسهل الصعب لذا تلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول الحسن وعنوا بها أعظم عناية، ومن عناية العلماء هذه الإحالات الشاطبية التي مجدولة بطريقة جميلو وسهلة التناول والاستفادة.
الدراسات القرآنية في الآونة الأخيرة اتلفت وتنوعت وتعمتفت يعلم الباحث منها اعجاز القرآن وأن عجائبه وخزائن علومه لا تنتهي ويقف المرء حيرانا بين تلك الكتب والدراسات والبحوث الاكاديمية العميقة ويتأمل كل ذلك بدهشةلا يمكن التعبير عنها وفي الأخير يزداد يقيناً إلى يقينه على هذا الدين، واعتنى العلماء بالكتب بالقرآن أيما اعتناء قلّ أن تجدها عند أي من المذاهب أو الأديان ومن الكتب القيّمة هذا الكتب الذي تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراة، جمع فيه الباحث الاختلافات الصرفية بين القراءات السبع المتواترة، ووجد الباحث أكثر من ثمانمائة موضع اختلف فيها القراء السبعة اختلافا صرفياً قام بتصنيفها، وتوقف كثيراً قبل ذلك لحيرته في اختبار الطريقة المناسبة للتصنيف، ثم توصل إلى أن يصفها الأبواب الثلاثة: الأسماء، الأفعال، الأسماء والأفعال.
من الكتب التي حظيت بعناية خاصة في علمم القراءات،ووافر الاهتمام قصيدة الامام الشاطبي الموسومة بحرز الاماني ووجه التهاني في القراءات السبع فقد اعتنى بها العلماء ففتابعوا على شرحها، واستنباط لطائف معانيها، واستخراج كنوزها، في مصنفات متعددة، ومؤلفات متنوعة، ومن جملة شروحها البارعة شرح الامام عبجالرحمن اسماعيل بن ابراهيم المعروف بأبي شامة، حيث شرحها شرحاً بديعاً، وقد احتفل شرح أبي شامة بمسلك جديد، يتجلى في استدراكه على الامام الشاطبي في مواضع كثيرة من قصيدته، فتعقبه عليها أبو شامة، وأردف ذلك بما يراه مناسباً من أسلوب وصياغة لا يتناولها اعتراض، وهذه الاستدراكات نقلها جمع من الشراح بعد أبي شامة، وبعض استدراكاته على الامام الشاطبي لا يخفي حسنها، ولا يمكن إغفالها؛ لجلاء أمرها ووضوحه، وفي هذا البحث المختصر جاء ليقف على هذه الاستدراكات التي اوردها الامام الشاطبي، ودراستها دراسة تتضمن بيان وجهها ومناسبتها، وصحة اعتراضها، ومقارنتها بعبارات غيره.