أجل مايشتغل به الباحثون العناية بالقرآن الكريم ، تعلماً وتعليماً ، وتدبراً ، وفهماً ، مدارسة وتأليفاً ، وإنه لجدير أن تفنى الأعمار في خدمته ، وموضوع هذه الرسالة قيّم جداً؛ لتناوله أثر القراءات في الوقف والإبتداء ، وهو جانب مهم لمن عُنى بهذا العلم ، وتتضح أهميته وأثره في أداء تلاوة القرآن الكريم والمواضع التي يحسن بالقارئ أن يقف عندها بما يتفق مع وجوه القراءات والتفسير واستقامة المعنى وصحة اللغة ، فيستتم القارئ الغرض من قرائته ، وقد كان الصحابة يهتمون بهذا الجانب غاية الاهتمام ، وهذا الكتاب الموسوم ب (أثر القراءات في الوقف والابتداء) للأستاذ الشيخ محمود بن كابر الشنقيطي قد أفاد وأجاد ، وفيه فوائد معتبرة لا يقدر قدرها إلا من رزقه الله التوقف للاطلاع عليها في مواضعها منه.
هذا كتاب الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل ابى جعفر محمد بن سعدان المقرئ النحوي الكوفي رحمه الله، والكتاب على ما بيّن محققه وشارحه الدكتور محمد خليل الزروق، اقدم ما وُجد من كتب الوقف والإبتداء فهو سابق لإبن الأنباري ومتقدم عليه وإبن الانبار اخذ منه ومستند اليه، وبهذا ينقطع الظن القويم وتوضع دره جديده بين يدي المختصين، ومما يزيد هذا الكتاب رفعة ان مؤلفه إمام في القراءات في الطبقه التالية للرواد عن القراء السبع. وقد ضمن المؤلف كتابه علما غزيراً، و فوائد عديده فقد ابتدا الكتاب بآثار في فضل القرآن الكريم، و في الحث على إعرابه؛ أي ابانته وافصاحه، ووجوب اجتناب اللحن فيه، ثم انتقل الى الكلام على الوقف والابتداء وبيّن ان معرفتهما من تمام الإعراب، ولم يلتزم بالتبويب في كامل الكتاب، وقد تضمن الكتاب اضافه الى ذلك فوائد جمه، تتعلق بأصول القراءات، ورسم المصحف، وفوائد في العربيه، وفي مذهب الكوفيين في النحو غيرها.
من الملاحظ في العصر الحديث النهضة المحمودة لخدمة كتاب الله من شتى النواحي العلمية والدعوية التعليمية ، وهذا محمود ومما يشجع عليه لأنه متى نهضت الأمة بالقرآن فسترتقي إلى قمم الدول المتقدمة وتكون مثالاً يحتذى ، وهذه الدراسة نقطة في بحر القرآن ألا وهو دراسة عن نظرية تطبيقية للوقف والابتداء في القرآن الكريم ، وصلته برسم المصحف والقراءات والإعراب ، للأستاذ الدكتور/ ياسين جاسم المحيمد ، جمع فيها متفرقه ، وميّز صحيحه ، ووضّح مشكله ، وقرب معانيه ، فهي إضافة جديدة للمكتبة القرآنية على ثرائها بالأبحاث العلمية المتجددة الجادة.