من معاني (التحرير) في اللغة: التقويم. ومنه تحريرُ الكتابِ وغَيْرِه، وأما في الإصطلاح؛ فله عدة تعريفات ، منها: أنه الاجتهاد بالبحث والتحري لوضع تقييداتٍ لما أطلقه صاحبُ كتابٍ ما مِن أوجُهٍ للقراء، وذلك وَفْقًا للطرق التي أَسْنَدَ منها القراءات. وبعضُ أصحاب هذا التعريف يختصرونه في كلمتين؛ فيقولون: هو التقييد بالتدقيق، ومن فوائد علم التحريرات: الاستعانة بها في معرفة وضبط العزو إلى الطرق والكتب، والاستفادة منها في معرفة الأحكام الواردة في الكتب، والوقايةُ من الوقوع في التركيبِ والتلفيقِ في القراءة، والتنبيه على الأوجه الضعيفة، وبيان سبب ضعفها؛ ليتجنب القارئ القراءة بها، والنص على القراءات الممنوعة بسبب التركيب نتيجة لجمع القراءات في ختمة واحدة، وبيان الخطإ والسهو والوهم الذي قد يقع في كتب القراءات، ومن فوائدها بالنسبة للمتون: تفصيلُ أُجمِلَ، وتقييدُ ما أُطلِق، وتوضيحُ ما أَشْكَلَ، والكتاب الذي بين أيدينا هو نظم لتحريرات الشاطبية بقلم شيخ القراء والمقارئ المصرية السابق الشيخ حسن خلف الحسيني.
الكتابة في العلوم الإسلامية، بكافة أشكالها وأنواعها واختصاصها من أنفس ما نتفق فيه الأعمار، وأجلّ ما تصرف فيه الأوقات، وكيف لا يكون الأمر كذلك! فإن مكانة أي كتاب تستمد من مكانة موضوعه، والكتاب الذي بين أيدينا كتاب قراءات القرآن، فهو بها إذا في الذروة، فكتابنا "القواعد المقررة والفوائد المحررة" في القراءات السبع هذا للإمام محمد ابن قاسم البقريّ، كتاب وضعه ليكون كتاباً منهجياً للمبتدئين من طلبة العلم، وقام بالفعل هو بتدريسه لطلبته، واستمر طلابه بتدريسه لطلبتهم إلى يومنا هذا، فكان المؤلف بكتابه المختصر هذا قد أوقف قارئه على بيان أهمّ ما انفرد به كل قارئ من القرّاء السبعة.