إن أعظم القربات ، وأجل الطاعات: أن ينفق المرء عمره في خدمة كتاب الله تعالى تعلّماً وتعليماً؛ وهذا الكتاب هو كتاب المصاحف لأبي بكر عبدالله بن سليمان السجستاني المعروف ب"ابن أبي داود" خدم فيه القرآن ؛ فكتب فيه عن جمع القران الكريم ، يتناول المؤلف في كتابه العديد من المسائل المتعلقة بالمصحف الشريف وكتابته وتاريخ جمعه، وأسماء كتبة الوحي، وجمع القرآن بعد وفاة النبي، والكلام على المصاحف العثمانية والمصحف الإمام ومصاحف الصحابة ، فالمصنف جعل كتابه على طريقة المحدثين فروى مادة كتابه التي تناولت مسائل كثيرة متعلقة بالقرآن بالأسانيد ، ووقع في الكتاب روايات واهية ، استغلها كثير من أعداء الدين من المستشرقين ؛ليزرعوا الشك ؛...
علم الوقف والإبتداء مما لا يهتم به المسلمون مع أنه مهم جداً لأنك إذا لم تعرفه قد تغير المعنى ، وقد قال بعض السلف من لا يعرف الوق والإبتداء لا يعرف القرآن ، فمن الكتب المتقدمة في ذلك هو هذا الكتاب المسمى (الوقف والإبتداء) لأبو عبدالله محمد بن طيفور السجاوندي الغزنوي (ت560ھ) ، يعد هذا الكتاب رابع كتاب صل إلينا من الكتب المتقدمة في هذا الموضوع ، وقد تكلم فيه عن مراتب الوقوف وأسمائها التي اصطلح عليها ، وطريقة معالجته لها ، ووقف عن بعض المسائل المشكلة التي لا تخلو من خلاف في هذا الموضوع ، فحرر فيه وأجاد ، واستدل له بما في جعبته من الأدلة ، وغيرها ممن الفوائد التي لا تنتهي ولا يعرفها إلا من قراءها.