صفحات: 460
قام العلماء في كل زمان ومكان بالتأليف في علوم القرآن، وتنوعت تآليفهم بتنوع الموضوعات، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا اليوم أحد مصنفات الإمام مكي بن أبي طالب الكثير، أفرده بذكر (غريب القرآن) ليوضحه ويبين مراده ولطائفة، وهو يحرص أشد الحرص على أن يكون كتابه وجيزاً خفيفاً على قارئه لتنشط إليه نفسه ويقبل عليه قلبه، وينعم بجناه نعيماً خالصاً من كدر السآمة التي يجلبها التطويل والإكثار، فهذا الكتاب يمتاز عن غيره بالإيجاز الشديد، فهو مختصر في فنه كما أنه سديد الآراء يختار أولى الأقاويل وأرجحها عند أهل التفسير واللغة، ولا يجنج للشاذ من الأقوال ولا للمنحول من التفسير، فهذا الكتاب جدير بالعناية والشرح والتحقيق ليكون زاداً لقارئ القرآن ودليلاً له.
صفحات: 758
يُمثِّل كتابُ «التبصرة في القراءات السبع» للإمام أبي محمد مكيّ بن أبي طالب القيسيّ القرطبيّ أحدَ أوائل المصنّفات الجامعة في هذا الفن، وقد جاء في مجلدٍ ضخم (نحو ٧٥٨ صفحة) تُصدِّره ترجمةٌ للمؤلف وتعريفٌ بالقراءة وخصائصها وموقعها من العربية ولهجاتها ومسار تدوين القرآن وأعلام القراء ورواتهم حتى زمن المؤلف، قبل الولوج إلى مباحث الأصول والفرش على منهجٍ محكم. يدور موضوع الكتاب حول تأسيس قواعد الأداء وتتبّع خلافات الأئمة السبعة في المدود والهمزتين والتسهيل والوقف والروم والإشمام والإدغام وأحكام النون الساكنة والتنوين والفتح والإمالة وحكم الراءات وترقيق اللام، مع عرضٍ تفصيليّ لاختلافهم في الفاتحة ثم سور المصحف كلمةً كلمةً، وإفراد أبوابٍ دقيقة لترتيب المدّ في الفواتح واجتماع الهمزتين والوقف على الممال ونحو ذلك. ويعتمد مكيّ منهجًا وصفيًّا مقارنًا يستقرئ الأوجه من مصادرها المأثورة، فيُسنِد كلَّ قراءةٍ إلى رواتها ويوازن بين مذاهبهم، ويجمع بين التقعيد النظري والشاهد القرآني والضبط العملي، على ترتيبٍ يمضي من الأصول الكلية إلى التفريعات الجزئية. وتمتاز «التبصرة» بلغةٍ عربيةٍ...
صفحات: 158
يُعدّ هذا الكتاب من مصنّفات التراث القرائي التي عالجت موضوع «معاني القراءات» بطريقة تأصيلية، إذ إن المؤلّف – مكي بن أبي طالب القيسي – جمع فيه بين عرض القراءات المنقولة من أئمة القراءة وبين تحليل المعاني التي تنشأ عن تلك القراءات أو الاختلافات القرائية. يبدأ الكتاب بتمهيد يُعرّف فيه بالمؤلف ونسبه وسيرته العلمية، ويعرض سبب تأليفه لهذا العمل وهو التّجلّي بأن اختلاف القرّاء ليس محض انحراف أو خطأ فحسب، بل يمكن أن يُفهم من خلال المعنى أو الصورة القرآنية أو سياق الحوار القرآني. ثم ينتقل إلى عرض مبحث أساسي: القراءات المنسوبة إلى الأئمة السبعة وعلاقتها بحديث «أنزل القرآن على سبعة أحرف» أو ما يُشابهها. ويستمرّ في أبواب أخرى تبيّن لماذا اختلف القرّاء في بعض الوجه، وما يُقبل منها وما لا يُقبل، مع الوقوف عند أمثلة تطبيقية واضحة – مثل اختلاف القرّاء في سورة الفاتحة – لبيان تأثير هذا الاختلاف في القراءة والتلاوة. منهج المؤلّف في هذا الكتاب يرتكز على العرض الموضوعي والمنظّم؛ فهو يُقسم المواد إلى أبواب، وكل باب يبدأ بتعريف ثم عرض أمثلة، ثم تحليل ودلالة...