معرفة خدام القرآن وذكر مآثرهم من خدمة القرآن ، وهذا الكتاب (أحاسن الأخبار ، في محاسن السبعة الأخبار ، أئمة الخمسة الأمصار ، الذين انتشرت قراءاتهم في سائر الأقطار) لأمين الدين عبدالوهاب بن وهبان الحنفي رحمه الله موضوع في تراجم القراء السبعة ، وفي أصول قراءتهم ، وفيه مقدمات لا يسع المسلم جهله عن القراءات ، وهو في حلة حسنة ، وتحقيق مفيد ، ليتعرف المسلمون من خلاله على أئمتهم الذين يقتدون بهم في القراءة ، وليتفقهوا ما لا يسعهم جهله من هذا العلم الشريف.
هذا الكتاب ستجد في طياتها جملة من أخبار قوم نذروا أوقاتهم لله ؛ عمروها بالاشتغال في كتابه حفظاً وتعليماً وإقراء ، ومن كان هذا شأنه مع الإخلاص لله فلابد أن يفيض عليه القرآن – مع طول الصحبة والملازمة – من أخلاق وشمائل ومناقب حميدة ما لا يتحصل لغيرهم ، ولو لم يكن في خبر من غبر إلا الترويح عن نفوس المؤمنين وشحذ همم السالكين لكفى بها ثمرة وغاية ومطلباً وسعاية ، وخير من تطرب النفس بذكرهم بعد الأنبياء والمرسلين والصحابة: العلماء ذوو النجابة ، وفي مقدمتهم المشتغلون بخير كلام وأصدق حديث ، سيجد القارئ في هذا الكتاب من المواقف ما يحمل التأسي بهم في الجهاد ، وعلو الهمم وسخاوة النفس وشدة الصبر وقوة التعلق بالله ما يشجعه للعمل بجد واجتهاد.
زاد الاهتمام بالإمام الأهوازي في السنين الأخيرة زيادة ملحوظة ملموسة ، وذلك بتحقيق أعماله المطوطة في علم القراءات ونشرها لأول مرة ، ففي هذا الكتاب ستجد قطعة من كتاب الإقناع للأهوازي ، وهي على صغرها من القيمة العلمية بمكان ، ففيها من المعلومات والتفاصيل ما يزيد جمهور الدارسين والباحثين معرفةً بأحوال الأهوازي ومحيطه الثقافي من جهة وتكشف النقاب عن أهمية كتاب الإقناع ومكانته بين أمهات كتب القراءات من جهة أخرى ، فهو بمثابة موسوعة متوسطة في علم القراءات ، إذ يتحدث إجمالاً عن إحدى عشر قراءة وعشر اختيارات ، والقطعة الثانية من كتاب التفرد والاتفاق ، وهي كذلك لا تقل أهمية عن الأولى وجديرة بالعناية والدراسة.
في هذا الكتاب تكلم المؤلف عن الشيخ الإمام ، العالم العامل ، القدوة ، سيد القراء القاسم بن فيرة الشاطبي الأندلسي وهو من أبرز الأئمة الذين نقلوا لنا القرآن عذباً وسلسلاً ، ونشروا قراءات القرآن الكريم في الآفاق كلها ، الإمام أبو القاسم الشاطبي الذي ملأ الخافقين علماً وسارت بذكره الركبان في الأرض الإسلامية كلها.وقد تكلم الكاتب عن الحياة السياسية في عصر الشاطبي وعنه وعن صفته وحليته وشخصيته العلمية وعن مصنفاته وأهميته ثم وصف مجلس إقراء الإمام الشاطبي.
القراءات من علوم القرآن الأصيلة التي حظيت عناية العلماء منذ نشأتها إلى وقتنا هذا إقراءً وتاليفاً ورواية درايةً و هذه الرسالة الاكاديمية نال بها الباحث درجة الماجستير على درجة الامتياز ، تكلم فيها الباحث عن ابن الجزري الصغير ألا وهو الشيخ الامام المتولي الذي فاق أقرانه بعلو الإسناد ، ولجهل كثير من القارئين بهذه الشخصية حق أن تقرد عنه مؤلف كامل ، تكلم في هذا الرسالة الباحث عن نبذة تاريخية عن علم القراءات وعن عصر المتولي وحالته الإجتماعية والسياسية والعلمية وكذلك تكلم في مبحث فريد ولطيف عمن تأثر بهم المتولي وأثره فيمن بعده وفي الأخير تكلم عن مؤلفاته في القراءات والتجويد والرسم العثماني وختم بقيمة وأهمية مؤلفات المتولي في هذا الفن.
من العلماء الذين أفنوا أعمارهم في تعلّم وتعليم القراءات الإمام أبا القاسم يوسف بن علي بن جبارة البِسكَرِي، المشهور بالهُذلي (المتوفى سنة ٤٦٥ھ) صاحب كتاب " الكامل في القراءات الخمسين"وقد تكلم الباحث في هذه الرسالة العلمية الاكاديمية التي نال بها درجة الدكتوراة عن مكانة الهذلي وعن منهجه في كتابه الفذ الكامل في القراءات الخمسين ، حيث إنه أحد بل أهمّ أصول النشر لابن الجزري ، الذي هو عمدة كتب القراءات حتى قال ابن الجزري :" قد قرأ بالكامل إمام زمانه حفظاً ونقلاً أبو العلاء الهمذاني على أبي العز ، ولايزال يقرئ به إلى آخر الوقت، وتتلخص مكانة هذا الكتاب في أمرين اثنين : 1جمعه لهذا العدد من القراءات وتضمنه إختيار الهذلي من القراءة.