هذا الكتاب ستجد في طياتها جملة من أخبار قوم نذروا أوقاتهم لله ؛ عمروها بالاشتغال في كتابه حفظاً وتعليماً وإقراء ، ومن كان هذا شأنه مع الإخلاص لله فلابد أن يفيض عليه القرآن – مع طول الصحبة والملازمة – من أخلاق وشمائل ومناقب حميدة ما لا يتحصل لغيرهم ، ولو لم يكن في خبر من غبر إلا الترويح عن نفوس المؤمنين وشحذ همم السالكين لكفى بها ثمرة وغاية ومطلباً وسعاية ، وخير من تطرب النفس بذكرهم بعد الأنبياء والمرسلين والصحابة: العلماء ذوو النجابة ، وفي مقدمتهم المشتغلون بخير كلام وأصدق حديث ، سيجد القارئ في هذا الكتاب من المواقف ما يحمل التأسي بهم في الجهاد ، وعلو الهمم وسخاوة النفس وشدة الصبر وقوة التعلق بالله ما يشجعه للعمل بجد واجتهاد.
أولى ما أفنى فيه المكلف عمره وعلّق به خاطره وأعمل فيه فكره : تحصيل العلم النافع وأهم العلوم وأجل المعارف هو معرفة الله ولا يتأتى ذلك إلا بكتاب الله ، وبين يدينا رسالة ماتعة عن رواية شعبة بن عياش ، بذل فيه مؤلفها الشيخ / أحمد نضال القطيشات جهداً كبيراً سهّل به على الدارسين ما يصعب عليهم ، وقدمه بأسلوب عصري سهل يجعل المتعلم يصل إلى مبتغاه بأبسط الطرق والسبل ، فقد استطاع أن يجمع أصول الرواية وفرشها من طريقي القراءات العشر الصغرى والكبرى ، وأبان فيه مؤلفه عن سعة اطلاعه وزيادة اقتداره وذكر فيه من الفوائد المهمة التي ينبغي للطالب معرفتها فجزاه الله خيراً عن القرآن وأهله ، ونفع بعلمه.