من أجل منح الله تعالى على عبده طهارة قلبه وسلامة فطرته، فإن بذلك يلقن الحكمة في معرفته ربه، ويحي بلده الطيب بغيث الهدى والعلم فيخرج نباته بإذن ربه، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وهذا الكتاب المهم في موضوع مهم قلما ينتبه له القراء، ألا وهي رواية أبوبكر شعبة بن عياش من طريقي الشاطبية والطيبة، ألفه الأستاذ محمد بن عبدالله عبده، وتكلم فيه عن هذه الرواية بالتحديد وذكر في بداية الكتاب سنده إلى واحد منهم، وتكلم عن طرق التي وردت من طريقي العليمي ويحي ابن آدم عن رواية شعبة بن عياش بجدول مميز وسهل للطلاب للاستذكار والحفظ.
أولى ما أفنى فيه المكلف عمره وعلّق به خاطره وأعمل فيه فكره : تحصيل العلم النافع وأهم العلوم وأجل المعارف هو معرفة الله ولا يتأتى ذلك إلا بكتاب الله ، وبين يدينا رسالة ماتعة عن رواية شعبة بن عياش ، بذل فيه مؤلفها الشيخ / أحمد نضال القطيشات جهداً كبيراً سهّل به على الدارسين ما يصعب عليهم ، وقدمه بأسلوب عصري سهل يجعل المتعلم يصل إلى مبتغاه بأبسط الطرق والسبل ، فقد استطاع أن يجمع أصول الرواية وفرشها من طريقي القراءات العشر الصغرى والكبرى ، وأبان فيه مؤلفه عن سعة اطلاعه وزيادة اقتداره وذكر فيه من الفوائد المهمة التي ينبغي للطالب معرفتها فجزاه الله خيراً عن القرآن وأهله ، ونفع بعلمه.