يهدف البحث إلى بيان جهود علماء الأندلس، لاسيما في علوم القراءات والضبط والرسم وعد الآي والتجويد، وسائر علوم القراءات، تصنيفًا وتدوينًا، نظمًا ونثرًا، وبيان أبرز مصطلحات هذه العلوم، وذلك في الفترة من بداية الفتح الإسلامي إلى منتصف القرن الخامس الهجري.
هذا الكتاب تكلم فيها المؤلف عن زعيم المدرسة الأثرية وشيخ القراء المغرب والمشرق الامام أبو القاسم الشاطبي وفيها دراسة عن قصيدته حرز الاماني في القراءات وإشعاها العلمي وتعريف بشروحها التي زادت على مائة شرح ، وعن طرق الدراسة في المدرسة المغربية حتى زمن الشاطبي وعن آثاره وقيمتها العلمية وأهميتها في المدرسة المغربية ، ثم عن قصيدته الشهيرة ورواتها وأهميتها وآراء العلماء فيها ، الاهتمام بشروحها وبسط مقاصد الناظم والنظم على منوالها ، فالكتاب جديرومفيد في بابه فريد من نوعه.
فإن الدارس لسير علماء هذه الأمة ، ليقف وقفة الإكبار والإجلال لهولاء الأئمة الذين قدموا لأمتنا أعمالاً خالدة ، وسيراً عطرةً تنير الطريق لمن بعدهم ، ومن هؤلاء الإمام ابن الجزري ، الذي كان شيخاً للقراء والمحدثين في عصره ، نذر نفسه ورحل في سبيل العلم والتعليم والتأليف ، فأغنى المكتبة الإسلامية بتآليفه ، وكان مدرسة للأجيال اللاحقة ، نشر القراءات والحديث في كل بلد نزل فيه ، فهذه الدراسة الموجزة عنه والتعريف بحياته ، وأعماله ، هي مختصرة ولكنها تنير الطريق لمن يريد التوسع ، ففيه ترجمته ، وبنسبه وحياته ، وترجمة مشائخه ، وعن كتبه المطبوعة وغير المطبوعة ، ووظائفه التي تولاها ، وفيه تعريف عن أشهر تلاميذه ، وتراجم أولاده.
من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم علم القراءات القرآنية الذي يعني بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها يعزو الناقلة، وفد عني به جم غفير من علماء الإسلام ومنهم أهل اليمن فقد شاركوا في نقله وبناء صرحه، ولقد تبوأت اليمن كغيرها من الحواضر الإسلامية مكانة سامية في عصور الإسلام الزاهية فكانت معقلاً من معاقل العلم، وضمت مراكز علمية امتد شعاعها العلمي إلى أرجاء المعمورة، فساهمت بقسط وافر في جملة من العلوم ومنها علم القراءات، كما شهدت حركة قرآنية تركت مصنفات قيّمة وقد نشطت الرحلة العلمية إليها فكانت تستقبل بين الحين و الآخر فحول العلماء، وظل موضوع القراءات القرآنية في اليمن يستهوي الباحثين والمختصين كلما انعموا النظر في تراث أ÷ل اليمن ومصادر مصنفاتهم في هذا الجانب وكون هذا الموضوع لم يتطرق بعد كونه بكراً أثر شجن امؤلف لذلك فكتب عنها رسالته هذه التي نال بها درجة الدكتوراة من كلية لآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط—المملكة المغربية وكان هذا الكتاب الثمين والفريد من نوعه وغزير بفوائدها النادرة.