تنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يخدم القرآن الكريم وتاريخه بدمشق إحدى عواصم الحضارة الإسلامية الراسخة ، خاصة وأنه موضوع تفتقر إليه المكتبة الإسلامية ، ويقدم الكتاب صورة واضحة للمكانة العلمية بدمشق التي تولي القراءات القرآنية أهمية متميزة تدل على الروح العلمية المبدعة، إن هذا الكتاب فيه أمانه النقل وصدق القول ، وتقدير العلماء واحترام القراء في فكر عميق وذهن ثاقب وتمسك على ما كان عليه السلف ، بالإضافة إلى التعرف على الأسلوب المتبع في التلقي والعطاء لعلم القراءات.
فإن الدارس لسير علماء هذه الأمة ، ليقف وقفة الإكبار والإجلال لهولاء الأئمة الذين قدموا لأمتنا أعمالاً خالدة ، وسيراً عطرةً تنير الطريق لمن بعدهم ، ومن هؤلاء الإمام ابن الجزري ، الذي كان شيخاً للقراء والمحدثين في عصره ، نذر نفسه ورحل في سبيل العلم والتعليم والتأليف ، فأغنى المكتبة الإسلامية بتآليفه ، وكان مدرسة للأجيال اللاحقة ، نشر القراءات والحديث في كل بلد نزل فيه ، فهذه الدراسة الموجزة عنه والتعريف بحياته ، وأعماله ، هي مختصرة ولكنها تنير الطريق لمن يريد التوسع ، ففيه ترجمته ، وبنسبه وحياته ، وترجمة مشائخه ، وعن كتبه المطبوعة وغير المطبوعة ، ووظائفه التي تولاها ، وفيه تعريف عن أشهر تلاميذه ، وتراجم أولاده.