صفحات: 158
يُعدّ هذا الكتاب من مصنّفات التراث القرائي التي عالجت موضوع «معاني القراءات» بطريقة تأصيلية، إذ إن المؤلّف – مكي بن أبي طالب القيسي – جمع فيه بين عرض القراءات المنقولة من أئمة القراءة وبين تحليل المعاني التي تنشأ عن تلك القراءات أو الاختلافات القرائية. يبدأ الكتاب بتمهيد يُعرّف فيه بالمؤلف ونسبه وسيرته العلمية، ويعرض سبب تأليفه لهذا العمل وهو التّجلّي بأن اختلاف القرّاء ليس محض انحراف أو خطأ فحسب، بل يمكن أن يُفهم من خلال المعنى أو الصورة القرآنية أو سياق الحوار القرآني. ثم ينتقل إلى عرض مبحث أساسي: القراءات المنسوبة إلى الأئمة السبعة وعلاقتها بحديث «أنزل القرآن على سبعة أحرف» أو ما يُشابهها. ويستمرّ في أبواب أخرى تبيّن لماذا اختلف القرّاء في بعض الوجه، وما يُقبل منها وما لا يُقبل، مع الوقوف عند أمثلة تطبيقية واضحة – مثل اختلاف القرّاء في سورة الفاتحة – لبيان تأثير هذا الاختلاف في القراءة والتلاوة. منهج المؤلّف في هذا الكتاب يرتكز على العرض الموضوعي والمنظّم؛ فهو يُقسم المواد إلى أبواب، وكل باب يبدأ بتعريف ثم عرض أمثلة، ثم تحليل ودلالة...