صفحات: 205
نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ونطقه ، وتجويده ، وترتيبه ، وتنظيمه ، وقد تكفل الله بحفظه ، وقد تناول هذا القرآن العظيم بالدراسة والتمحيص ، فاستخرجوا من الكنوز الثمينة ، ومن كنوزها الثمين هذا الكتاب (مفردة يعقوب بن اسحاق الحضرمي) وهذه من المفردات النفيسة لأبو علي الأهوازي النادرة ، وهي تشمل على قراءة واحدٍ من القراء العشرة المشهورين ، هو يعقوب الحضرمي ،(ت205ھ) ، الذي حظيت قرائته باهتمام عدد من المؤلفين القدامى ، بيد أن الناظر في هذه المفردة قد لا يجد بع الحروف التي قراء بها الحضرمي ، وذلك لأنه قد قصرها على ما الف فيها يعقوب أبو عمرو بن العلاء ، وهو أمر صرح به المؤلف في مقدمته ، أما قيمتها العلمية فهي مستمدة من شهرة مؤلفها ، وتقدمها على ما سواها في بابها ، فهي أصل من أصول القراءات ، وركن من أركانها.
يمثّل كتاب «عددُ آيِ القرآنِ على مذهبِ أهلِ البصرة» لأبي العبّاس محمّد بن يعقوب البصري الشهير بالمُعَدِّل (ت 320هـ) أحدَ نصوصِ «علمِ الفواصلِ وعدِّ الآي» المعتمدة في المدرسة البصريّة؛ وقد توافرت له في العصر الحديث طبعاتٌ محقَّقة، من أبرزها طبعة جائزة دبي الدوليّة للقرآن الكريم بتحقيق بشير بن حسن الحميري (566 صفحة، 2022م)، كما أُتيحت له نسخٌ أكاديميّة حديثة تُظهر استمرار العناية العلميّة بهذا المتن وإعادة إخراجه للباحثين. يدور موضوع الكتاب حول تقعيد عدِّ الآي على مذهب البصريين بإيراد عدد كلِّ سورةٍ ومواضع رؤوس الآي والفواصل، مع الإلماع إلى وجوه الخلاف بين مدارس العدّ المشهورة—المدني والمكي والكوفي والشامي—الأمر الذي يجعل النصّ مرجعًا مهمًّا في مقارنة المناهج الإقليميّة القديمة في ضبط الآيات. وينهض المؤلِّف بمنهجٍ وصفيٍّ استقرائيٍّ يعتمد النقل عن أئمّة العدّ وأسانيده، جامعًا رواياتهم ومخرّجًا مواضع الاتفاق والاختلاف على ترتيب السور؛ وقد زادت بعض الطبعات دراسةً تمهيديّة في أسانيد علم العدّ ومناهج المصنِّفين فيه، بما يعين...