علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك على علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللاميه الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، وهذا الكتاب، شرح لهذه المنظومة التي حولت القراءات السبع المتواترة، وهذا الشرح، لحل ألفاظها ورموزها وكشف أسرارها واستخراج ضررها وجواهرها، وشرح مبسط ميسر يكون بعيداً عن التطويل الممل وعن الإختصار المخل وسماه مؤلفه تقريب المعاني في شرح حرز الاماني في القراءات السبع.
يبين هذا البحث العلاقة بين منظومة الشاطبية وأصلها، وهو كتاب التيسير في القراءات السبع للإمام أبو عمرو الداني، ويعرض أربع حالات للشاطبية مع التيسير: حالة موافقة، وحالة زيادة، وحالة نقصان، وحالة مخالفة، ولكل حالة من هذه الحالات جانب علمي وجانب منهجي، وكل جانب في مطلب مستقل تحت مبحثه الخاص به مع التمثيل له بما يبينه؛ إذ المقصود من البحث بيان الحالات دون استقصاء المواضع، وذكر أن أحوال الشاطبية مع التيسير لا تقتصر على الموافقة بل هناك النقصان والمخالفة، وأن الحالة الغالبة على الشاطبية مع التيسير هي حالة الموافقة بشقيها المعلمي والمنهجي، وستعرفون من هذا ما للإمام الداني والإمام الشاطبي، من مكانة علمية عالية في علوم القرآن عامة وفي علم القراءات خاصة.
علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك عنى علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللامية الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، فان هذه القصيده. قد جمعت ما تواتر عن الائمة القراء السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وهي أول قصيده في هذا العلم قصد بها مؤلفها تيسير هذا الفن وتقريب حفظه وتسهيل تناوله، و هذه القصيدة فضلاً عن أنها حوت القراءات السبع المتواترة، تعتبر من عيون الشعر، بما اشتملت عليه من عذوبة الالفاظ، ورصانة الأسلوب، وجودة السبك، وحسن الديباجة، وجمال المطلع والمقطع، وروعة المعنى، وسمو التوجيه، وبديع الحكم، وحسن الإرشاد، فلا عجب أن يتلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول، ويعنو بها أعظم عناية، ويتوفروا على شرح ألفاظها وحل رموزها وكشف أسرارها واستخراج دررها...
أسهل ما يُتوصل به إلى علم القراءات من التصانيف المنظومات نظم الشيخ الإمام العالم أبو محمد قاسم بن فيرة بن أبو القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي، ومن قصيدته اللامية المنظومة من الضرب الثاني من بحر الطويل، المنعوتة ب : (حرز الأماني ووجه التهاني) فأول شارح شرحها الإمام علم الدين السخاوي تلقاها عن ناظمها، وتابعه الناس على ذلك فشرحوها، فمنهم من اقتصر، ومنهم من علل وأطال، وخرج عن حيز الاعتدال، وهذا الكتيب تم فيها حل ألفاظها واستخراج القراءات منهابعبارة سهلة يفهمها المبتدئ، ولهذا لم يتعلل المؤلف للتعاليل المطولة فإنها مذكورة في تصانيف وضعت لها، وسماه المؤلف (سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي).