علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك عنى علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللامية الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، فان هذه القصيده. قد جمعت ما تواتر عن الائمة القراء السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وهي أول قصيده في هذا العلم قصد بها مؤلفها تيسير هذا الفن وتقريب حفظه وتسهيل تناوله، و هذه القصيدة فضلاً عن أنها حوت القراءات السبع المتواترة، تعتبر من عيون الشعر، بما اشتملت عليه من عذوبة الالفاظ، ورصانة الأسلوب، وجودة السبك، وحسن الديباجة، وجمال المطلع والمقطع، وروعة المعنى، وسمو التوجيه، وبديع الحكم، وحسن الإرشاد، فلا عجب أن يتلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول، ويعنو بها أعظم عناية، ويتوفروا على شرح ألفاظها وحل رموزها وكشف أسرارها واستخراج دررها...
متن الشاطبية المسمى حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع هي منظومة للإمام القاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي الرعيني، واسمها الأصلي هو حرز الأماني ووجه التهاني ولكنها اشتهرت بالشاطبية نسبة لناظمها. بلغ عدد أبياتها 1173 بيتاً، نظم فيها الشاطبي القراءات السبع المتواترة عن الأئمة
عد منظومة الشاطبيّ أو نظم الشاطبيّة -حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع- من المصنفات العلمية التي كتب الله تعالى لها القبول بين أهل القراءات فاستحسنوا متنها و عكفوا عليها اعتكاف حفظ و تدريس وقراءة. فإن أسهل ما يتوصل به إلى علم القراءات من المصنفات المنظومة :نظم الشاطبيّ الموسومة )بالشاطبيّة) نسبة إليه وهي قصيدة : لامية من الضرب الثاني من البحر الطويل، ولأنها تعتبر من عيون النظم بما اشتملت عليه من عذوبة الألفاظ و رصانة الأسلوب و دقة التخصص، فقد احتوت فوق ذلك من الرموز الدقيقة في ذكر مذاهب القراء السبعة و أصول القراءات القرآنية مما قد يعيق فهم مكنونها ،و استنباط أحكامها و استخراج دررها.
نُقدم للإوة القراء والباحين وطلبة العلم قصيدة (حرز الأماني ووجه) المشهورة بالشاطبية، لمؤلفيها: قاسم بن فيرة بن خخلف الشاطبي، اختصر فيها كتاب التيسير في القراءات السبع لأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي، وزاد عليه، جعلها في المقدمة، وأربعة مقاصد، وخاتمة، سار بها الركبان، وبلغت شُهرتها الآفاق، وحفظها الطلاب صغارا وكبارا، جمّل المحقق الأستاذ علي بن سعد الغامدي الكتاب بمقدمة جميلة، أجاد فيها وأفاد،وأتقن وأبدع، ضمّن الشاطبي قصيدته رموزاً للقراء والرواة عنهم، لا أظنه سُبق إليها، وقال ابن خلكان: (وهي مشتملة على رموز عجيبة، وإشارات خفية.