يُعدّ كتابُ "استخدام الحاسب الآلي في تعليم القرآن العظيم بالقراءات السبع من طريق الشاطبية" من البحوث الرائدة في ميدان تقنيات تعليم علوم القرآن، وقد أعدّه الباحث رفعت حسن محمد الزنفلي بمشاركة عبدالله محمد سعيد آل بن علي ومحمد ياسر عبد العزيز بني، ونُشر عن ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة ضمن أعمال مجمع الملك فهد للطباعة عام 1430 هـ/2009م . يعالج الكتاب موضوعًا علميًّا تقنيًّا مهماً هو دمج الحاسب الآلي بالتلقّي العلمي للقراءات السبع المتواترة من طريق الشاطبية، ويقسم مادته إلى محاور رئيسة تشمل عرض النص القرآني بأشكال متعددة، وبيان أصول القراءات، مع إثبات أدلتها من متن الشاطبية صوتًا وكتابة، ثم تجسيد ذلك عمليًّا على الربع الأول من جزء عمّ ). اتبع المؤلف منهجًا ترتيبيًّا منهجيًّا يبدأ بتأسيسية تقنية لعرض القراءة، ويتدرّج إلى التحقق العلمي الدالّ بالأدلة النقلية، مع تطبيق شمولي عملي يبسّط للمستخدم عمق القراءات وتفرّدها، بتوظيف أدوات الحاسب في الصوت والعرض. يتمتع الكتاب بميزة لغوية فصيحةٍ خاليةٍ من التعقيد، وأسلوبيّة علمية موجزة وحيادية، مدعومة بهوامش محكمة ووثائق قرآنية أصلية ترتبط بأدلة القراءة من الشاطبية، فتتجلّى الأصالة في الدمج الفعلي بين التقنية والموروث العلمي. يستهدف هذا البحث طلبة القرآن وعلومه، إضافةً إلى الدارسين في الحقل التقني لتعليم القرآن، ويعدّ مرجعًا قيّمًا في برامج تعليمية تعتمد على الوسائط، إذ يوفّر للجمهور الأدوات النظرية والتطبيقية لفهم القراءات وفروقها بالفاء وعيونه صوتًا ونصًا. تكمّن أهميته العلمية في كونه جسرًا بين التراث القرآني ووسائل التعليم الحديثة، مسهمًا في إثراء الثقافة القرآنية الرقمية، ومشجّعًا على مزيد من الأبحاث في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم التفاعلي في علوم القرآن، ما يعزز من قيمته العلمية والثقافية كمرجع تكاملي في تخصصه.