يقدّم البحثُ المحكَّم «رموزُ القرّاء والرُّواة عند الإمام الشاطبيّ في حِرزِ الأماني وأبعادُها الدلاليّة: فَرْش سورة البقرة نموذجًا» للدكتورة غدير بنت محمد بن سليم الشريف—أستاذة مساعد بقسم القراءات بجامعة الطائف—مقاربةً نصيّةً دلاليةً لآلية ترميز الشاطبيّ لأسماء القرّاء والرواة في «الشاطبية»، وكيف تُسهم تلك الرموز في توجيه الفهم والأداء، وقد نُشر في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور سنة 2019م. ينصبّ موضوع الدراسة على تحليل رموز الشاطبيّ من خلال عيّنة تطبيقية من فَرْش سورة البقرة، مستهدفًا الكشف عن وظائفها الدلالية داخل النَّص المنظوم، وبيان دورها في ترجيح الوجوه أو تلوين المعنى أو الإيماء إلى كيفية الأداء. وقد رتّبت المؤلفة مادتها في مقدّمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة؛ فعرّفت في التمهيد بالإمام الشاطبي ومنظومته وشهرتها ومكانتها، ثم عرضت في المبحث الأول منهجه في النظم، وتبِعه المبحث الثاني بتفصيل رموز القرّاء والرواة وأبعادها الدلالية. واعتمدت منهجًا وصفيًا تحليليًا استقرائيًا يقوم على تتبّع الأبيات، واستنطاق سياقها، ومقابلة الرمز بمقتضى اللفظ والسباق واللحاق، مع ردّ الجزئيات إلى أصول الصناعة القرائية ومصطلحاتها، وبناء النتائج على شواهد مضبوطة من المتن. وتتلخّص أهم محاور البحث الدلالية في ثلاثة مطالب: الإشارة بالرمز إلى تقوية وجهٍ ربما أُعترض عليه، والإشارة إلى معنًى يوافق سياق الكلمة المقروءة، والإشارة إلى توجيه القراءة أداءً. وتمتاز الدراسة بلغةٍ علميةٍ فصيحة، ودقةٍ اصطلاحية، وتنظيمٍ منطقيٍّ واضح يجمع بين التأصيل والتطبيق، مع حرصٍ على ضبط الشواهد وتوثيقها؛ ما يمنح العمل أصالةً منهجيةً في قراءة نصٍّ منظومٍ ذائعٍ كالـ«شاطبية». والفئة المستهدفة هي طلاب معاهد القراءات ومدرّسوها، وباحثو علوم الأداء والبلاغة القرآنية؛ إذ تزوّدهم الدراسة بأداةٍ تفسيريةٍ وتعليميةٍ لفهم وظيفة الرمز في بناء الدلالة والأداء. وتكمن قيمتها العلمية والثقافية في أنها تنتقل بالرمز من كونه «علامةَ اختصار» إلى كونه «إشارةً مُسعفةً على الفهم والتحرير»، فتثري درس الشاطبية وتدعم تحرير الأوجه وتوحيد مناهج التدريس.