مجلة الجامعة الإسلامية للعلوم الشرعية
العدد 205- الجزء الأول
عنوان البحث
توجيه القراءات الشاذة عند الثمانيني
(ت 442) من خلال كتابه شرح اللمع
جمعا ودراسة
د. سلطان بن أحمد الهديان
يهدف هذا البحث إلى جمع توجيهات الثمانيني في القراءات الشاذة من خلال كتابه شرح اللوامع ودراستها، ومقارنة هذه التوجيهات بما ورد عند شيخه ابن جني في المحتسب إن وجدت إضافة إلى التوجيهات المتماثلة لها عند الأئمة المعتبرين في هذا الباب.
بين يديك عزيزي القارئ نفسٌ من أنفاس واحد من روّاد الدراسات القرآنية المعاصرة، ألا وهو مقال لفضيلة الشيخ العلامة القاضي رحمه الله، المتوفى سنة 1403 ھ، نشترته له مجلة كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، بالجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة، والموضوع الذي كتب فيه هو موضوع مهم وخطير أيضاً في وقت تكالبت فيه قوى الأرض كلها على هذا القرآن لمحاولة النيل منه، خاصة إذا كانت هذه المحاولات تأتي كما سيرى القارئ هذه المرة وقي صورتها الجديدة من بني جنس أهل القرآن، وهي من روائع الدراسات القرآنية المعاصرة حول القراءات الشاذة والأدلة على حرمة القراءة وهذا رد على من يقول بجواز القراء في الصلاة بالقراءات الشاذة.
هذا الكتاب مصدر مهم في شواذ القراءات إن لم يكن الأهم لأنه الأجمع للقراءات الشاذة، وقد اعتمده في دراسته اللغوية الدكتور عبدالصبور شاهين في كتابه((القراءات القرآنية في ضوء العلم اللغة الحديث، قال: إني قد استقيت من هذه المصادر-وكان شواذ القراءات للكرماني أحد المصادر المهمة- .....مادة غزيرة ملأت ما يربو على ثلاثين ألف جذاذة كلها قراءات شاذة منسوبة إلى أصحابها أو غير منسوبة.....وكل ذلك.....خير ما يمثل حال اللغة الفصحى ولهجاتها القديمة بجميع ظواهرها الشائعة والمحدودة، فليس من شاردة أو واردة في لهجات العرب إلا ولها في الشواذ شاهد أو أكثر، والمحقق عرّف بالقراء والأعلام بشكل مختصر، وقد وُفق المحقق في إخراج هذا السفر النفيس لينتفع به الباحثون والدارسون.
لقد تقرر لدى العلماء المتقدمين أن وصف القراءة بالشذوذ أو الغرابة لا يعني هجرها وإهمالها، بل يبقى فيها من العلم الذي ينتفع به إنتفاعاً عظيماً، ويستفاد منها استفادة بالغة، ولئن أكثر العلماء من التأليف المتواترة الصحيحة إلا أنهم لم يهملوا القراءات الشاذة؛ بل أفردوها بمؤلفات خاصة تتبعوا فيها ما ورد عن أئمة هذه الروايات من أول القرآن إلى آخره، ومن أقدم وأجلّ اولئك العلماء أبوبكر أحمد بن الحسين الأصفهاني ثم النيسابوري المعروف ب(ابن مهران) المتوفى سنة 381ھ الذي ألف كتاب غرائب القراءات وما جاء فيها من اختلاف الرواية عن الصحابة والتابعين والأئمة المتقدمين" وهذه الرسالة العلمية مقدمة لنيل الدرجة العالمية (الدكتوراة) في تخصص القراءات، بدراسة وتحقيق الدكتور براء بن هاشم الأهدل، فالكتاب جدير بالعناية وفيها من خفايا القراءات الشاذة التي قلما يهتم بها الخواص من أهل القراءات فضلاً عن غيرهم.
هذه الحركة المتنامية في القراءة والإقراء والتدوين أبرزت عدداً من القراء في كل بلد، من بلاد الإسلام كانوا أئمة لغيرهم من القراء، فأخذ قراء بلدهم عنهم القراءة ورووها وتناقلوها كما رووا وتناقلوا عنهم رسم مصاحفهم، في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي كانت مهد السنة النبوية المطهرة برز عدد من علماء الرسم القرآني، وكان القراء السبعة من أبرز قرائها وعلمائها، وقد اتفق العلماء على قراءات هؤلاء القراء فعُرفت بالقراءات السبع، واعتبر الناس ما عادها شاذة، اختلفت مواقف العلماء واللغويين من هذه القراءات الشاذة، لأن بعضها خالف الرسم ولم يخالف العربية، وبعضها لم يخالف الرسم، سيعرض المؤلف في هذا الكتاب لمواقف اللغويين من هذه القراءات الشاذة، نأمل أن يكون في هذا الكتاب فائدة لطلاب علوم القرآن ولسائر المسلمين.
من مصنفات ابن خالويه كتاب القراءات، ولا يخفى أن كتابه هذا في غاية الأهمية للغويين وأيضاً لمن يبحث في علم القراءات ولذلك سببان، أولهما أن ابن خالويه كان جهة اللغة تلميذ ابن الأنباري صاحب كتاب المصحف سابقاً وكان من جهة القراءات تلميذ ابن مجاهد الإمام الكبير الذي أقنع الوزير ابن الالوزير بأن يثبت قراءة القراءة السبعة ويمنع ما عداها، وكانت عادة ابن خالويه أن يهذب مصنفات مشايخه كما رأينا ذلك في كتاب الشجر وكما يظهر في كتاب العشرات الذي اشتهر باسمه مع أنه في الواقع مصنف شيخه المطرز وكذلك كتابه المسمى بشرح مقصورة ابن دريد يشتمل على ما عمله شيخه مع زيادات بسيطة، ومن حيث أن شيخه في القراءات كان الإمام ابن مجاهد ولا يخفى أ، ابن مجاهد درس القراءات الشاذة فضلاً عن القراءات السبعة المشهورة، فالكتاب بالغ الأهمية في القراءات الشاذة وهو مختصر جيد نافع وفريد.
هذه مفردة في القراءات الشاذة، تنشر لأول مرة، ضمت بين دفتيها ذكر ما خالف به أبو سعيد الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء المازني برواية الدوري عن اليزيدي عنه، غير ما اتفقنا عليه، وما لا خلاف فيه، وهي واحدة من إحدى عشرة مفردة كان قد وضعها المقرئ الشهير أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، المتوفي 446 ھ ، قبل ما يقرب من ألف عام، بيد معظم هذه المفردات، لطول العهد قد فُقد، ولم يصل إلينا منها سوى اثنتين، إحداهما هذه المفردة، والثانية مفردة ابن محيصن، وهي أول كتاب يصل إلينا يجمع بين دفتيه قراءة الحسن البصري، مروية بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنها تستحق العناية والاهتمام، نظراً لقدمها، وتفرد مادتها، وندرة نسخها، وشهرة مؤلفها الموصوف بعلو الإسناد، وحسن التصنيف، وهي أصل من الأصول، اعتمد عليها كثير من المفسرين واللغويين والقراء.
من نوادر مفرادات القراءات
مفردة ابن محيصن المكى
تأليف
شيخ القراء أبى على الحسن بن على بن إبراهيم الأهوازى
( 632 -446 ه) ( 972 – 1005م )
دراسة وتحقيق
الدكتور عمر يوسف عبد الغنى حمدان
تقريظ
الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكرى
مراجة وتدقيق
تغريد محمد عبد الرحمن حمدان
هذا الكتاب اشتمل على تحقيق "مفردة ابن محيصن المكى " للإمام الأهوازى ، وتضمن دراسة وافية شافية لكل من ابن محيصن المكى ، صاحب القراءة ، والأهوازى ، مؤلف المفردة ، تضمن التعريف بهما تحقيق عدد من القضايا الشائكة فى ترجمتهما وتتبع الأقوال المتعلقة بالموقف من قراءة ابن محيصن المكى والحكم عليها بالشذوذ وسبب ذلك مع التعليق العلمى والتأمل العميق .
كما أبدع المحقق فى قسم التحقيق الذى اعتمد على نسخة فريدة للكتاب ، مما اقتضى منه جهدًا كبيرًا ، فضبط النص بدقة بالغة ووثق معلوماته ، وقارنها مع العديد من المصادر المتعلق...