علم القراءات من أشرف العلوم الإسلامية ، لارتباطه بكتاب الله تعالى من حيث الضبط والرسم حروفاً وكتابة ، تشكيلاً ونقطاً ، وصيانة اللفظ قراءة ونطقاً ، وتدبر المعاني فهماً وتذوُّقاً ، وعملاً وتطبيقاً ، فهذا الكتاب ألفه فضيلة الشيخ القارئ محمد فهد خاروف في القراءات العشر المتواترة من طريق طيبة النشر والقراءات الأربع الشاذة وتوجيهها وبذيله ستجد أصول الميسّر في القراءات وتراجم القرّاء الأربعة عشر ، فجمع معرفة الرسم ، وإجادة التلاوة ، وفهم المعنى على هامش المصحف ، بأجمل صورة وأكمل إخراج ، ويسر علومه لحفاظ كتاب الله ، وطلاب كليات القرآن الكريم في الجامعات ، والدراسات العليا.
لا جرم أن كل العلوم التي كانت بعد القرآن الكريم لم تكن إلا من أجل خدمة القرآن الكريم ، فعلوم العربية جميعها ، كان خدمة للقرآن والأصول ، والفقه والحديث ، والقراءات والتجويد ، ومخارج الحروف وصفاتها ،وممن خدم علم القراءات ويخدمه فضيلة الشيخ القارئ المقرئ محمد فهد خاروف ، فقد أصدر عدة كتب تتعلق بعلم القراءات ، ومن خيرة ما كتب هذا الكتاب الذي سيوضع على هامش القرآن فيساعد في معرفة القراءات بأسلوب سهل ، واكتفى بتشكيل الكلمة القرآنية حسب القراءة وبكتابتها كما هي مقروءة على قراءة القارئ ، والمؤلف من الذين أتقنوا وأفنوا أعمارهم في هذا الفن ، وحصل على الإجازات والشهادات المعتبرة ، لأن هذه الأيام كثر كل من هب ودب أن يكتب عن القراءات وهو لا يعرف كوعه من بوعه ، فالشيخخ موثوق بعلميته ، وكتابه هذا واضح العبارة ، سهل الأسلوب ، لطيف المأخذ يفهمه كل من نظر إليه.
هذا الكتاب عبارة عن موسوعة في علم القراءات يحوي كل ما يهم المطلع على القراءات رواية ودراية:فعرف فيه بالقراءات وسبب نشوئها وعددها، سبب اختيار القراء المعروفين ، حروف القراءات ، وجود قراءات لم تصلنا ، وسبب شذوذ القراءت الشاذة ، وعالج فيه الأحرف القرآنية ، وتكلم عن معنى الأحرف السبعة ، وناقش فيه شروط الإجازة بالقراءات ، فصنفه الأستاذ المقرئ أيمن بقلة وجاء كتابه مبوباً ومقسماً ، بحيث يسهل على طالب العلم مراجعة ما يحتاجه من شؤون هذا العلم بأيسر طريق ، وأوضح أسلوب ، فكان بحق تيسير للمبتدي ، وتذكير للمنتهي ، وينبغي للقارئ أن يقرأ بتدبر وتمحص وإمعان ، كي يجد في الفوائد العظام والعلم الكثير.