تتناول هذه الدراسة القراءات في كتاب "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري من حيث اختيارات المصنف، ومدى ملاءمتها لقواعد النحو العربي، ضمن رفض أو قبول، من ناحية تركيبية نحوية، ثم تناول عددا من الدراسات القديمة والحديثة، التي أشارت إلى القراءات الشاذة بشكل عام، وعالج المؤلف الجوانب المختلفة موزعة على فصولها فقد تحدث في الفصل الأول عن الإسناد بنوعية، الفعلي والاسمي، وعن العلاقات المغعلية والمحمول، عليها والمشبه بها، وعالج كذلك الإضافة بنوعيها، الإضافة إلى الأسماء و حروف الجر، فالكتاب فريد ومفيد وجميل حري، بطالب العلم أن يقرأه.
ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال :" نزل القرآن سبعة أحرف"، فقرأ الناس والصحابة الكرام على ما كان في حياته صلى الله عليه وسلم، وكان مدة حياة أبي بكر رضي الله عنه، وحياعمر وعثمان رضي الله عنه فجمع القرآن الكريم، والتساؤل الذي وضعه المؤلف هو عن نشأة القراءات الشاذة وحقيقتها، لأن بعض الابحثين جعلوا كل القراءت التي لم تبلغ حد التواتر شاذاً وكأنه ضعيف ولا يحتج به فحاول أن يميط اللثام عما اكتنفها عن هؤلاء، وجعل مبحثاُ ناقش فيه رأي العلماء في الأحرف السبعة بعد الجمع العثماني إذ هو الأساس الذي تبني عليه أقسام القراءات، وحقيقة كل نوع، ونخص هنا القراءات الشاذة بمزيد من التفصيل، وأهميته تكمن أن من كتبوا في هذا قليل.
فإن المهتمين بدراسة القراءات القرآنية يعلمون أن القراءات الشاذة هي جانب مهم في علم القراءات ثم إن المجتزئين في علمهم يجدون في احاطتهم المحدودة بالقراءات المتواترة غنى وكفاية، ولكن أهل التعمق والفقه في التخصص ينقبون عن هذه القراءات الشاذة، وقد كتب مؤلف هذا الكتاب دراسته هذه للقراءات الشاذة، حيث لم يكتف في بحثه بالإجمال، بل اتخذ منهج الاستقراء والتفصيل المشبع، وتصدى للموضوع بجوانبه وجذوره، فهو حافل بالعديد من المزايا، حيث إن فيه تأريخاً دقيقاً، موجزاً أميناً، للقراءات المتواترة والشاذة التي حواها محرر ابن عطية، كما أن ابحث احتوى دراسة متعمق مؤصلة للقراءات الشاذة من ناحية الصوت والدلالة، وقد استطاع المؤلف بما أوتى من فكر ثاقب ودقة ملموسة فقد وفّى هذه الدراسة حقها، وهو بحق يعد إضافة إلى التراث اللغوي عامة، وإلى المكتبة القرآنية خاصة.
مصطلح الشذوذ في العلوم الإسلامية بوجه عام، وفي العربية والفقه والقرات بوجه خاص، مستغلق أمره، وغامض مفهومه، ومضطرب القول فيه؛ إذ إنه مرتبط عند كثير من الناس بالرداءة والقبح، فجاء مؤلف هذا لكتاب وبيّن مستغلقه، وكشف الغامض، ورفع الإلتباس المتبادر إلى الأذهان عند سماع المصطلح، وبيّن أنه غير مرتبط بما يأباه أهل العلم، وتكلم عن مفهوم الشذوذ في اللغة العربية والفقه والقراءات، وذكر بعض ضوابط القراءات الشاذة، وذكر سند القراءات الشاذة وانفرادها، وعرف التواتر والآحاد، وتحدث عمن حصرالتواتر في القراءات وأوضح أن الشاذ ليس بالقرآن، وتكلم عن شواذ القراء السبعة، وتباحث عن عن قراء الشواذ ومميزاتهم وخصائصهم وغرها من الفاوئد الغريزة والنوادر التي قل أن تاجدها فيي كتاب مجموع هكذا.
هذا البحث بعنوان: (القراءات الشاذة وأثرها في التفسير)، يلقي الضوء على أهمية معرفة القراءات الشاذة، وأثرهاا في التفسير، فهي تعتبر مصادر التفسير، وقد كانت من قبل قرآناً يُتلى، ثم طرأ عليها الشذوذ فرفع التعبد بتلاوتها، وبقي أثرها من حيث المعنى، والعمل بما تضمنته من أحكام شرعية تنزيلاً لها بمنزلة خبر الآحاد، والاحتجاج بها في اللغة، وقد يتبادر في أذهان كثير ممن يسمع الشذوذ من حساسية، غير أن هذا الوصف عندما أطلق لم يقصد به إلا بيان قلة من قرأ بها، وخروجه من حيز التواتر إلى حيز الآحاد، وفجا هذا البحث كاشفاً عن حقيقة القراءة الشاذة، وبيان ضابطها، وذكر أههم رواتها، وبين احتجاج الفقهاء بها، وكذا المفسرون، ذكر أثرها في المعنى التفسير من خلال ضرب بعض الآثار.
اختلفت الدراسات النحوية المعاصرة في تحديد أثر القرآن الكريم في النحو العربي، وتفاوتت النظرات النقدية إلى منهج النحاة القدماء، وذهبت بعض الدراسات تبحث في أثر القراءات القرآنية خاصة، وتسعى جاهدة للفصل في أحكامها بين القراءات المشهورة والشاذة، وأن الكوفيين كانوا يعتدون بها جميعاً، وحاول بعضهم أن يضفي على مواقف النحاة طابعاً دينياً، فيربط ذلك بمواقفهم من قرآنية هذه القراءات، ويحمّل بعض النحاة مواقف حزبية أو مزاجية، لقد كثرت آراء الباحثين في القراءات الشاذة، وختلفت آرائهم، فانبثقت الحاجة إلى دراسة تنتظم هذه الأقوال، وتبحث تلك المقولات والآراء والمفاهيم، وتكشف عن حقيقة مواقف النحاة، وتقف بالتفصيل على أثر القراءات الشاذة في النحو العربي.
لا يخفى للمتخصص أهمية القراءات الشاذة وقد ألف المؤلف المؤلف هذا الكتاب ليبين لنا أهميتها، فذكر فيها القراءات التي انفرد بنقلها القراء الأربعة، ابن محيصن، يحيى اليزيدي، الحسن البصري، سليمان الأعمش، أو أحدهم، أو راو من رواتهم، فإن وافق قراءة واحد منهم إحدى القراءات المتواترة أو وجها من وجوهها ترك فيها الكلام ، وقد ذكر لكل قراءة من تلك القراءت وجهها من اللغة والإعراب، مؤثراً في ذلك أحسن الأوجه، وأشهر الأعاريب، سلك فيه سبيل القصد والاعتدال، أركان القراءة المقبولة، وما تتميز به عن القراءة الشاذة المردودة، وبيّن حكم القراءة بكل منها وحكم تعلم القراءة الشاذة وتعليمها وتدوينها في الكتب.
أعظم ما صُرفت فه الأوقات وأكرم ما جندت له الطاقات ما يخدم البحوث المتعلقة بكتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين، لأنهمامصدر التشريع أساساً وإليهما المرجع في الحكام الشرعية أصولاً وفروعاً ومن هذه القراءات التي وردت إلينا متعددة فمنها ما هو متفق على تواترها وهي سبع قراءات وثلاث قراءات مختلف فيها، يتناول البحث مسائل أصولية متعلقة بالقراءة الشاذة من حيث الاحتجاج بها من عدمه وما يترتب عن هذا الحكم من تطبيقات فقهية تظهر ثمرة الخلاف في الحكم الفقهي لهذه المسائل عند الفقها، كما تظهر أهمية هذا الموضوع باستقصاء جميع جونبه وجزئياته، العديد من مؤلفات وكتب الأصوليين تطرقت إل موضوع القراءة الشاذة لدى الأصوليين لكن هذه الكتب ذكرته عرضاً دون سبر أغواره وكشف كثير من أسراره وأبرز ما تناولته.
المبهج
في القراءات السبع
المتممة بابن محيصن والأعمش ويعقوب وخلف
تأليف
سبط الخياط البغدادي
عبدالله بن علي بن أحمد بن عبدالله
المتوفى 541 ه
تحقيق
سيد كسروي حسن
هذا الكتاب قد وافق اسمه رسمه ، فقد جاء مبهجا حقا حيث تراه حاشدا مختصرا ، وقد قسمه المؤلف إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : الشيوخ الذين أخذ عنهم هذه القراءات .
القسم الثانى : لأحكام التلاوة .
القسم الثالث : لفرش الحروف برواية عز الشرف المكى ، مبتدئا بالإستعاذة ثم البسملة ، ثم افتتح القرآن من أول سورة الفاتحة حتى اختتم بسورة الناس مبينا الإختلاف بين القراء فى كل حرف أو كلمة ، وقد وفى كل قسم حقه ومستحقه .
أما عن القراء الذين شملهم الكتاب فهم العشرة وقد حذف منهم أبوجعفر وأضاف إليهم بدلا منه اثنين من أصحاب القراءات التى يصفونها بالشاذة وهما ابن محيصن ، والأعمش .