اختلفت الدراسات النحوية المعاصرة في تحديد أثر القرآن الكريم في النحو العربي، وتفاوتت النظرات النقدية إلى منهج النحاة القدماء، وذهبت بعض الدراسات تبحث في أثر القراءات القرآنية خاصة، وتسعى جاهدة للفصل في أحكامها بين القراءات المشهورة والشاذة، وأن الكوفيين كانوا يعتدون بها جميعاً، وحاول بعضهم أن يضفي على مواقف النحاة طابعاً دينياً، فيربط ذلك بمواقفهم من قرآنية هذه القراءات، ويحمّل بعض النحاة مواقف حزبية أو مزاجية، لقد كثرت آراء الباحثين في القراءات الشاذة، وختلفت آرائهم، فانبثقت الحاجة إلى دراسة تنتظم هذه الأقوال، وتبحث تلك المقولات والآراء والمفاهيم، وتكشف عن حقيقة مواقف النحاة، وتقف بالتفصيل على أثر القراءات الشاذة في النحو العربي.