فإن المهتمين بدراسة القراءات القرآنية يعلمون أن القراءات الشاذة هي جانب مهم في علم القراءات ثم إن المجتزئين في علمهم يجدون في احاطتهم المحدودة بالقراءات المتواترة غنى وكفاية، ولكن أهل التعمق والفقه في التخصص ينقبون عن هذه القراءات الشاذة، وقد كتب مؤلف هذا الكتاب دراسته هذه للقراءات الشاذة، حيث لم يكتف في بحثه بالإجمال، بل اتخذ منهج الاستقراء والتفصيل المشبع، وتصدى للموضوع بجوانبه وجذوره، فهو حافل بالعديد من المزايا، حيث إن فيه تأريخاً دقيقاً، موجزاً أميناً، للقراءات المتواترة والشاذة التي حواها محرر ابن عطية، كما أن ابحث احتوى دراسة متعمق مؤصلة للقراءات الشاذة من ناحية الصوت والدلالة، وقد استطاع المؤلف بما أوتى من فكر ثاقب ودقة ملموسة فقد وفّى هذه الدراسة حقها، وهو بحق يعد إضافة إلى التراث اللغوي عامة، وإلى المكتبة القرآنية خاصة.