مجلة الجامعة الإسلامية للعلوم الشرعية ( العدد206 ) الجزء الأول السنة (57 ) ربيع الأول 1445 ه
رواة القراء العشرة فى كتاب ( غاية الاختصار ) للحافظ
أبي العلاء الهمذاني ( ت : 560 ه ) الذين لم يضمن الإمام
ابن الجزري ( ت : 833 ه) ، روايتهم فى كتابه ( النشر )
إعداد :
د / الوليد بن خالد الشمسان
الأستاذ المشارك بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية
إن علم أسانيد القراءات ورواتها لم ينل حظه من الاهتمام ، قال عنه الحافظ بن الجزري : " وهذا علم أهمل ، وباب أغلق ، وهو السبب الأعظم فى ترك كثير من القراءات ، والله تعالى يحفظ ما بقي " .
وكان من الأئمة المبرزين فى علم القراءات وخاصة علم الأسانيد والرواة : الحافظ أبو العلاء الهمذاني وقد الف كتابًا عظيما فى طبقات القراء ، لكنه مفقود منذ زمن .
ومما وصلنا من كتبه كتاب " غاية الإختصار فى القراءات العشرة " وهو كتاب جليل ذكر فيه أسانيده التى قرأ بها القرآن كله وهى فى غاية الصحة والعلو ، وقد ذكر رواة عن الأ...
القراءات القرانيه ليست بالإجتهاد والإختيار وإن تنوعها واختلافها ليس وليد اغفال الكلمات القرآنيه من النقط والشكل؛ اذ لو كان كذلك لكانت كل قراءه يسمح بها الرسم وتسيغها العربية الصحيحة، وليس كذلك؛ فإن كثيراً من الكلمات يحتمل رسمها أكثر من قراءة واللغة تجيزهذه القراءات ولكن لم يصح فيها الا قراءة واحدة، والقراءة لا تعتبر ولا يعتد بها إلا اذا كانت عن التلقين التوقيف والتلقي والمشافهة والنقل والسماع والرواية، وفي هذا الكتاب الجميل شرحَ الإمام المالقي كتاب التيسير للداني في القراءات ولا يختلف المالقى كثيراً في طريقة شرحه عن كُتّاب الشروح الآخرين؛ إذ نجده يبدأ بذكر نص المشروح من كتاب التيسير ثم يشبعه بالشرح والتعليق والتحليل، اتبع المالقي في شرحه الأسلوب المقارن، اعتمد المالقى في نقوله من كتاب التيسير على نسخ متعدده.ومن ما يرتبط به حرصي على تحقيق الدقه والامانه لشرحه التزم المالقي في الأعم الأغلب من شرحه بذكر أسماء اللغويين والنحويين وعلماء للقراءات الذين ينقل عنهم، يشتمل كتاب المالكي على شواهد من القرآن الكريم والحديث وأشعار العرب وأمثالهم.
القرآن الكريم هو مصباح النور ، ومشعل الهداية ومنهاج الرحمة ومصدر الخير والبركة ، وعلم القراءات من العلوم الشريفة التي نالت اهتمام العلماء ، فهذا الكتاب المسمى ب "التجريد لبغية المريد في القراءات السبع لأبي القاسم عبدالرحمن المعروف بابان الفحام الصقلي المقرئ المتوفى سنة 516 ھ وهذا الكتاب ألفه المؤلف على طلب أحد تلامذته ، واعتمد فيه المؤلف على أصول قراءاته ، شارحاً له تأديه رواياته ، وجمع فيه الكثير باللفظ اليسير والأسهل بدلاً من الأصعب ، والأقرب من الأبعد ، واقتصر بالايجاز والاختصار ، رغبة في الحفظ وخوف الملل لعدم الطالببين وقلة الراغبين ، وذكر أسانيده إلى كل راوٍ من القراء السبعة ، وتكلم عن الأصول والفرش.