القصيده المالكيه في القراءات السبع لأبي عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني المتوفى 672ھ ، ها هي بين يديك، موصوله السياق اليك، ومثلها حريم بالمطالعة، جدير بالقراءه والمتابعة، فقد تعلق بها الفضائل، وارتسمت في محاسنها قلائد الشمائل، ولم يجاوز الحد، ولم يسقط،ولم يعتد فشرف مقصودها ظاهر، وشأن ناظمها بين الخلائق سائر، هذه القصيده وهي وان كانت مستقاة من الشاطبيه، إلا انه تفرد في نظمه ببعض الخصائص التي تدل وبوضوح على ملكة عالية وقدرة في النظم بالغة، وسيظهر لك ذلك اثناء القراءه، ويلفت انتباهك الى حسنه، بدأ قصيدته بحمد لله والصلاه على الرسول ثم افصح عن مراده وبين منهجه إجمالاً و أنه صار على ما سار عليه الامام الشاطبي في حرز الاماني ثم ذكر القراء السبعه مرتبا اياهم على ترتيب الشاطبي، ومن ما يميز، منهج الناظم رحمه الله في هذه القصيده باستقصائه في جمع النظائر عند الموضع الاول.
هذا الكتاب سفر فخم نفيس من أسفار الثقافة العربية الإسلامية ، له قيمة خاصة يمتاز بها بين الكتب المؤلفة في علم القراءات.وتتجلى قيمته في ميزتين اثنتين له: الميزة الأولى كونه من الكتب الأمهات المحكمات الأولى في علم قراءات القرآن الكريم.والميزة الثانية : كونه أول كتاب في هذا العلم عمل فيه صاحبه أبواب أصول القراءات قبل فرش الحروف من آي القرآن التي اختلف في قراءتها أئمة القرّاء.وأفرد هذه الأصول ، وجعلها مجموعة وحدها في جزء واحد مستقل قائم بذاته.ثم أورد فرش حروف الاختلاف.وكان العماني مدركاً لأهمية هذه الميزة التي حققها في ترتيب كتابه ، ولسبقه إلى إزالة العسر منه. فأشار إلى ذلك في مقدمة الكتاب، وقال مشيداً بصنعه: "وهو كتاب يشتمل على علم القراءات ، ومعرفة وجوه الروايات.وقد رتبته ترتيباً لم أسبق إليه.ورصعته ترصيعاً لا مزيد عليه".ولقد صدق في قوله ، وحق له التنويه بصنيعه.
هذا الكتاب شرح لكتاب الشامل في القراءات العشر أشهر كتب ابن مهران بعد (الغاية).وكتاب الشامل ألفه ابن مهران كما يقول في مقدمة المبسوط:-"للفهم البصير الحاذق النحرير ، الذي تبحر في هذا الباب" وقد استغلق على كثير من طلبة العلم لايجازه واختصاره فطلبوه من المصنف((شرحه وبسطه وتفصيله)) فكان هذا الكتاب.وقد بسط القول في مذاهب القراء واختلافهم على منهج قريب جداً من منهج ابن مجاهد المتوفى سنة 324ھ مع تفصيل أكثر وتكرير لكثير من القواعد عند ذكرها في كل سورة مع ذكر نظائرها فيما سبق.يعتبر هذا الكتاب حلقة في سلسلة التأليف في هذا الفن العظيم ، وكان له أكبر الأكثر في الكتب التي ألفت بعده ولا سيما مؤلفات الداني المتوفى سنة 444ھ وابن الجزري المتوفى 833 وغيرهما.
خير ما صُرفت فيه الأعمار خدمة كتاب الله و العلوم التي تخدمه ومن أهم هذه العلوم واجلّها علم القراءات القرآنية، ورغم هذه الأهميه فمازال هذا العلم غامضا على كثير من الناس، فلا يعرف من حدوده وموااضيعه وكتبه وعلماؤه الا القليل، وبل ومازالت كتب القراءات مخطوطة في دور الكتب تنتظر الخروج الى النور لينهل منها طلبة هذا العلم الشريف وغيرهم من طلبة العلم عامه، وكتابنا هذا كتاب "الهادي في القراءات السبع" من الكتب المهمه في هذا العلم من عدة وجوه، تجعله حقيق بان يخرج الى عالم النور، مؤلفه الامام ابو عبد الله محمد بن سفيان الذي كان رأس المدرسة القيراونية الإفريقية وعميدها في زمنه، ومدوّن مذهبها واختياراتها الأدائيه في رواية ورش خاصة وفي القراءات السبعة بعامة، وهذا الكتاب من اقدم الكتب للمغاربه في علم القراءات على الإطلاق وهذا ما يبين أهميته ويجعله حقيقا باي يقرأ، و أعتمده ابن الجزري في كتاب النشر كأصل من أصول كتابه، وهذه الميزة مهمة جداً وذلك لأن كتاب النشر أصبح بعد تاليفه هو الكتاب المعتمد في التلقي وتُؤخذ من خلاله القراءات المتواترة وما خرج عنه عُدّ عند اهل ال...
العناية بالقراءات هي من صميم العناية بالقرآن الذي هو مزن العلم ومصدر من مصادره ، وهذا الكتاب المسمى ب (تلخيص العبارات بلطيف الإشارات) هو من كتب القراءات السبع الذي ألفه ابن بليمة مختصراً ، ليقرب فهمه على مريده ، وليسهل حفظه على مستفيده ، وحذف منه الأسماء والأسانيد وذكر فيه من العلل ما يفيد ، وذكر ما اشتهر وانتشر من الروايات ، وترجع أهمية الكتاب إلى ما فيه من خلافات بينه وبين الشاطبية والتيسير في القراءات وهما أشهر الكتب المصنفة في القراءت السبع.
من جملة العلماء الذين ممن خصّهم الله بالعناية بكتاب الله العالم الرواية أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره وبيان معانيه وطرقه واعرابه ، إنه الإمام عثمان بن سعيد أبو عمرو الداني الأندلسي رحمه الله وكتابه جامع البيان في القراءات السبع المشهورة كتاب نفيس كل النفاسة في بابه حيث نجد الإمام أبا عمرو قدم كل ما آتاه الله من العلوم ليقدّم لأمة الإسلام كتاباً يكفيها أمر القراءات فاستخدم رحمه الله كل مقوماته العلمية ليبرز كتابه في منهجية علمية متألقة ، فهو رحمه الله يخضع القراءة لمنهج أهل الحديث في تتبع رواتها ونقدهم ويبيّن ما انبهم من أسمائهم من تدليس وغيره ، إضافة إلى ذلك أنه يورد لك طرقاً في بيان الحرف الذي قراء به قارئ من القراء.فالكتاب كالكنز الدفين لمبتغيه يدعوكم لقرائته قائلاً هل من قارئ يقرأني.