من جملة العلماء الذين ممن خصّهم الله بالعناية بكتاب الله العالم الرواية أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره وبيان معانيه وطرقه واعرابه ، إنه الإمام عثمان بن سعيد أبو عمرو الداني الأندلسي رحمه الله وكتابه جامع البيان في القراءات السبع المشهورة كتاب نفيس كل النفاسة في بابه حيث نجد الإمام أبا عمرو قدم كل ما آتاه الله من العلوم ليقدّم لأمة الإسلام كتاباً يكفيها أمر القراءات فاستخدم رحمه الله كل مقوماته العلمية ليبرز كتابه في منهجية علمية متألقة ، فهو رحمه الله يخضع القراءة لمنهج أهل الحديث في تتبع رواتها ونقدهم ويبيّن ما انبهم من أسمائهم من تدليس وغيره ، إضافة إلى ذلك أنه يورد لك طرقاً في بيان الحرف الذي قراء به قارئ من القراء.فالكتاب كالكنز الدفين لمبتغيه يدعوكم لقرائته قائلاً هل من قارئ يقرأني.
مجلة الجامعة الإسلامية للعلوم الشرعية ( العدد206 ) الجزء الأول السنة (57 ) ربيع الأول 1445 ه
رواة القراء العشرة فى كتاب ( غاية الاختصار ) للحافظ
أبي العلاء الهمذاني ( ت : 560 ه ) الذين لم يضمن الإمام
ابن الجزري ( ت : 833 ه) ، روايتهم فى كتابه ( النشر )
إعداد :
د / الوليد بن خالد الشمسان
الأستاذ المشارك بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية
إن علم أسانيد القراءات ورواتها لم ينل حظه من الاهتمام ، قال عنه الحافظ بن الجزري : " وهذا علم أهمل ، وباب أغلق ، وهو السبب الأعظم فى ترك كثير من القراءات ، والله تعالى يحفظ ما بقي " .
وكان من الأئمة المبرزين فى علم القراءات وخاصة علم الأسانيد والرواة : الحافظ أبو العلاء الهمذاني وقد الف كتابًا عظيما فى طبقات القراء ، لكنه مفقود منذ زمن .
ومما وصلنا من كتبه كتاب " غاية الإختصار فى القراءات العشرة " وهو كتاب جليل ذكر فيه أسانيده التى قرأ بها القرآن كله وهى فى غاية الصحة والعلو ، وقد ذكر رواة عن الأ...
القراءات القرانيه ليست بالإجتهاد والإختيار وإن تنوعها واختلافها ليس وليد اغفال الكلمات القرآنيه من النقط والشكل؛ اذ لو كان كذلك لكانت كل قراءه يسمح بها الرسم وتسيغها العربية الصحيحة، وليس كذلك؛ فإن كثيراً من الكلمات يحتمل رسمها أكثر من قراءة واللغة تجيزهذه القراءات ولكن لم يصح فيها الا قراءة واحدة، والقراءة لا تعتبر ولا يعتد بها إلا اذا كانت عن التلقين التوقيف والتلقي والمشافهة والنقل والسماع والرواية، وفي هذا الكتاب الجميل شرحَ الإمام المالقي كتاب التيسير للداني في القراءات ولا يختلف المالقى كثيراً في طريقة شرحه عن كُتّاب الشروح الآخرين؛ إذ نجده يبدأ بذكر نص المشروح من كتاب التيسير ثم يشبعه بالشرح والتعليق والتحليل، اتبع المالقي في شرحه الأسلوب المقارن، اعتمد المالقى في نقوله من كتاب التيسير على نسخ متعدده.ومن ما يرتبط به حرصي على تحقيق الدقه والامانه لشرحه التزم المالقي في الأعم الأغلب من شرحه بذكر أسماء اللغويين والنحويين وعلماء للقراءات الذين ينقل عنهم، يشتمل كتاب المالكي على شواهد من القرآن الكريم والحديث وأشعار العرب وأمثالهم.