القرآن الكريم هو مصباح النور ، ومشعل الهداية ومنهاج الرحمة ومصدر الخير والبركة ، وعلم القراءات من العلوم الشريفة التي نالت اهتمام العلماء ، فهذا الكتاب المسمى ب "التجريد لبغية المريد في القراءات السبع لأبي القاسم عبدالرحمن المعروف بابان الفحام الصقلي المقرئ المتوفى سنة 516 ھ وهذا الكتاب ألفه المؤلف على طلب أحد تلامذته ، واعتمد فيه المؤلف على أصول قراءاته ، شارحاً له تأديه رواياته ، وجمع فيه الكثير باللفظ اليسير والأسهل بدلاً من الأصعب ، والأقرب من الأبعد ، واقتصر بالايجاز والاختصار ، رغبة في الحفظ وخوف الملل لعدم الطالببين وقلة الراغبين ، وذكر أسانيده إلى كل راوٍ من القراء السبعة ، وتكلم عن الأصول والفرش.
من أهم الأشياء التي ينبغي أن يصرف فيها المسلم وقته هو مع كلام ربه ، وفي تدبره ، وتفكره ، وأن يقراءه بمختلف القراءات التي أنزلت فيه ، وفي الآونة الأخيرة بدأ طلاب العلم خاصة يهتمون به ، ومن هذه الكتب كتاب (الكفاية الكبرى في القراءات العشر) للإمام أبي العز محمد ابن الحسين بن بندار القلانسي ، تقدمه دار الصحابة للتراث لحملة القرآن ودارسي القراءات ، لأهميته ، ولما احتوى من علم عظيم ، حيث ذكره الإمام ابن الجزري رحمه الله في (نشره) ، وجعله من طرقه ، فقد ذكر الإمام أبو العز في كتابه هذا عشر قراءات:ابن كثير، ونافع ، وأبي جعفر ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف_في اختياره_، وأبا عمرو ، ويعقوب ، وذكر اسناده في ذلك وتم توضيحه بجدول ، وقد ذكر الكتاب كل ما يتعلق بتلك القراءات لسور القرآن ، بأسلوب سهل سلس يستطيع القارىء فهمه بسهولة ويسر.
نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ونطقه ، وتجويده ، وترتيبه ، وتنظيمه ، وقد تكفل الله بحفظه ، وقد تناول هذا القرآن العظيم بالدراسة والتمحيص ، فاستخرجوا من الكنوز الثمينة ، ومن كنوزها الثمين هذا الكتاب (مفردة يعقوب بن اسحاق الحضرمي) وهذه من المفردات النفيسة لأبو علي الأهوازي النادرة ، وهي تشمل على قراءة واحدٍ من القراء العشرة المشهورين ، هو يعقوب الحضرمي ،(ت205ھ) ، الذي حظيت قرائته باهتمام عدد من المؤلفين القدامى ، بيد أن الناظر في هذه المفردة قد لا يجد بع الحروف التي قراء بها الحضرمي ، وذلك لأنه قد قصرها على ما الف فيها يعقوب أبو عمرو بن العلاء ، وهو أمر صرح به المؤلف في مقدمته ، أما قيمتها العلمية فهي مستمدة من شهرة مؤلفها ، وتقدمها على ما سواها في بابها ، فهي أصل من أصول القراءات ، وركن من أركانها.