هذه مفردة في القراءات الشاذة، تنشر لأول مرة، ضمت بين دفتيها ذكر ما خالف به أبو سعيد الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء المازني برواية الدوري عن اليزيدي عنه، غير ما اتفقنا عليه، وما لا خلاف فيه، وهي واحدة من إحدى عشرة مفردة كان قد وضعها المقرئ الشهير أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، المتوفي 446 ھ ، قبل ما يقرب من ألف عام، بيد معظم هذه المفردات، لطول العهد قد فُقد، ولم يصل إلينا منها سوى اثنتين، إحداهما هذه المفردة، والثانية مفردة ابن محيصن، وهي أول كتاب يصل إلينا يجمع بين دفتيه قراءة الحسن البصري، مروية بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنها تستحق العناية والاهتمام، نظراً لقدمها، وتفرد مادتها، وندرة نسخها، وشهرة مؤلفها الموصوف بعلو الإسناد، وحسن التصنيف، وهي أصل من الأصول، اعتمد عليها كثير من المفسرين واللغويين والقراء.
البديع
تأليف: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت 370هـ)
تحقيق أ.د: جايد زيدان مخلف
ألف بن خالويه كتاب (البديع) في القراءات الثماني للأمير سيف الدولة الحمداني، وقد تضمن متن الكتاب القراء السبعة، وهم: (عاصم، وأبو عمرو، وابن كثير، ونافع، وحمزة، والكسائي، وابن عامر)، وأضاف قراءة يعقوب الحضرمي إليها.
واختصر ابن خالويه كتاب (البديع)، وجعل للقراء رموزًا على حروف المعجم (ع - و - ث - ن - ح - ك - أ - ي)، فأما عاصم فعلامته (العين) بذهب، فإذا خالف حفص أبا بكر جعل علامة حفص (الصاد) بحبر، فإذا اتفقا نابت العين عنهما، وأبو عمرو علامته (الواو) بفضة، وابن كثير علامته (الثاء) بخضرة، ونافع علامته (النون) بصفرة، وحمزة علامته (الحاء) بخمري، والكسائي علامته (الكاف) بلازوردي، وابن عامر علامته (الألف) بحمرة، ويعقوب علامته (الياء) بسواد.
وتميز هذا الكتاب بإ...