فإن كتاب المكرر من أجل وأعظم كتب القراءات ، لأنه يمتاز بأسلوب فريد في تنظيم مادته العلمية مع عدم التكرار والحشو ، فقدم المؤلف بترجمة القراء السبع ورواتهم المشهورين وأسانيدهم ثم تكلم على الاستعاذة والبسملة، ثم أخذ يفرش الحروف فتعرض لكل السور وما فيها من اختلاف في القراءات السبع. وذكر ما بين كل سورتين من وجوه، وما في الوقف على المد العارض. ولكنه لم يتعرض للتوجيه ، وسترى فيه الفرق بين القراءات والروايات والطرق ، وتم فيه ذكر اختلافات القراء وغيرهها من الأمور المهمة التي قد يغفل عنها المهتم.
علم القراءات من أشرف العلوم الإسلامية ، لارتباطه بكتاب الله تعالى من حيث الضبط والرسم حروفاً وكتابة ، تشكيلاً ونقطاً ، وصيانة اللفظ قراءة ونطقاً ، وتدبر المعاني فهماً وتذوُّقاً ، وعملاً وتطبيقاً ، فهذا الكتاب ألفه فضيلة الشيخ القارئ محمد فهد خاروف في القراءات العشر المتواترة من طريق طيبة النشر والقراءات الأربع الشاذة وتوجيهها وبذيله ستجد أصول الميسّر في القراءات وتراجم القرّاء الأربعة عشر ، فجمع معرفة الرسم ، وإجادة التلاوة ، وفهم المعنى على هامش المصحف ، بأجمل صورة وأكمل إخراج ، ويسر علومه لحفاظ كتاب الله ، وطلاب كليات القرآن الكريم في الجامعات ، والدراسات العليا.
فان خير ما صُرفت فيه الهمم وافنى في سبيله العمر واعمل في في فيه الفكر، وشغل فيه اللسان بذكر القرآن الكريم فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، من عمل به أُجر، ومن دعا اليه هُدي الى صراط مستقيم، وهذا الكتاب يُعد سفراً عظيماً وهي احدى الموسوعات العلميه الكبرى في مجال القراءة والرواية لم يقتصر فيه مؤلفه على شرح أبيات القصيده الطاهره فحسب، بل تخطى في حدود المألوف والمعروف عن كتب الشروح بجهد لم يُسبق له مثيل مما زاد في اكساب هذا الشرح قيمة علمية كبيرة، ولا تقف المكانة العلمية التي تفوقت هالقصيدة الطاهرة التي كانت من أهم أسباب نظمها تحرير مسائل طيبه النشر، اشتمال هذا الشرح الجليل على القراءات بنوعيها المقبول والمردود، فهو مرجع الكبير لمن رام هذا، حرص المؤلف على نقل القراءات وتتبع طرقها من الكتب.