تعد منظومة طيبة النشر للاام الجزري من أبرز المتون العلمية في جمع القراءات تناقلها أهل العلم و سارت بها الركبان وشرحوها فمنهم من اقتصر ،ومنهم من علل و أطال وهذا الشرح الذي بين ايدينا شرحه المؤلف بعدة أساليب تيسيراً لفهم متن الطيبة ثم أدرفه بما ظهر له من التقييدات اللازمة لما في المتن من اطلاقات ومن المغلوم لدى القراء ، طيبة النشر كانت وما زالت وستبقى إن شاء الله تعالى حجة للقراء وسنداً لهم متواتراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يفلح قوم سعوا في إلغائها والاكتفاء بأصلها فقط الذي هو كتاب التيسير للإمام الداني، بل سيبقى الكتابين عمدتين واصلين ثابتين يجوز القراءة بهما جميعاً وسيبقة طريقه ومنهجه.
خير ما يصرف فيها الأعمال، وتبذل فيها الأوقات، ويجهد فيها البدن، هي عناية كتاب الله، وخخدمتها أحسن ×دمة، والكتاب الذي بين أيدينا اليوم هي محاولة تقريب طيبة النشر وتسهيلها لطلاب القراءات، عن طريق الخرائط الذهنية فالخرائط هي طريقة مثالية في هذا العصر للشرح والتوضيح والتبيين، ولا سيما أن الأبحاث والدراسات المخصصة في هذا لشأن ممن متخصصين في طرق التدرس أثبتت أن هذه الطريقة مهمة وسهل وفاعلة للطلاب في فهم الأمور في أذهانهم، بدل أن يحفظوا فقط لأن الحفظ بلا فهم كشجرة بلا ثمرة، ولا يعني ذلك أننا نذم الحفظ لا والله ولكننا نحث على الفهم مع الحفظ وكلاهما كجناحي طائر إذا مال أحدهم عن الأخر لسقط الطائر.
هذا كتاب جامع أسانيد الإمام ابن الجزري الذي ألفه بياناً لأهمية الإسناد وطلب العلو فيه ، والرحلة إليه ، وتحقيقاً لطلب أحد تلاميذه الذي التمس منه كتابة أسانيده بالقراءات ، فاسعفه بهذه الأوراق ، وأخبره بشيوخه الذين أخذ عنهم القرآن العظيم أو شيئاً من القراءات، وقد أتم الدكتور أحمد بن حمود الرويثي دراسة وتحقيق هذا الكتاب ، وبذل فيه جهداً واضحاً ، واعتنى بتصحيح نص الكتاب ، وضبط ألفاظه ، وترجمة الأعلام ، وتخريج الأحاديث ، وضبطه ضبطاً دقيقاً ، فالكتاب مفيد للباحثين المهتمين بالقرءات وعلومه ، والمهتمين بعلوم الشريعة عموماً.