القرآن الكريم هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة الكبرى، الذي أعجز الله جل وعز به الفصحاء والبلغاء، وأهل العلم والفكر، به أحيا الله القلوب، وأنار البصيرة، وأخرج الأمة من الجهل والرذيلة والشرك، إلى الهدى والفضيلة والإيمان واليقين، فالكتاب الذي بين أيدينا تدلل دلالة واضحة على عناية العلماء بالقرآن، فالكتاب بعنوان "التنوير في ما زاده النشر على الحرز والتيسير للأئمة السبعة البدور" للإمام شہاب الدین أحمد بن أحمد بن بدر الدین الطیبی الشافعی، فقد ساهم في دمة القرآن الكريم بنظم أفرده لذكر زيادات كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري على ما اُتي في كتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني، وحرز الأماني(الشاطبي) للشاطبي، للقراء السبعة، في الأصول والفرش، فكانت قصييدة جزلة الألفاظ ، حسنة السبك، حوت ما أراد ناظمها.
هذا الكتاب الذي جاء في تسميته ب((الدليل)) فإن غاية ما يرمي إليه فعلاً، أن يكون دليلاً للطالبين من قراء و مقرئين، ويضع بين أيديهم أصول رواية أبي سعيد لمقرأ الإمام نافع المدني من طريق يعقوب الأزرق، فذكر الأساتذة الذين ألفوا هذا الكتاب الجليل مدخلاً للرواية وأرخ لها رحلتها من المشرق إلى المغرب العربي في محاولة لكشف العوامل الذاتية والموضوعية وراء ذلك، والمدخل في معظمه جديد، إذ لم يعهد فيما صنف في رواية ورش أن يقدم لها بمثل هذا المدخل التاريخي الإسنادي الموسع، وتكلم فيه عن الأحكام المطردة في أبواب الرواية، وألحقه بلمحق للدليل بمباحثه الثلاث، مبحث مخارج الحروف ومبحث في تحريرات الأوجه المقروء بها من طريق الأزرق في حال الجمع والإفراد،ومبحث في وقوف الإمام الهبطي للتخفيف من غلواء التضعيف لبعضها من البعض.
"طيبة النشر في القراءات العشر" هي منظومة شعرية ألفية لابن الجزري في القراءات العشر الكبرى جمع فيها الإمام ابن الجزري ما اختلف فيه القراء وماورد عنهم من أصح الطرق التي انتقاها، هذه ورقات في طرق رواة طيبية النشر، ونثرها، ثم نظمها، وسمى هذا النظم "السبل المهذبة، إلى طرق الطيبة" ومعرفة طرق رواة الطيبة مهمة جداً، تحرير القراءات العشر، وفهم كتب العلماء.