فقد ورد في هذا الزمان ما تمتحن به الأذهان من الفسكل والكسلات، ويعرف به الإنسان من الحيوان، والسابق يوم الرهان، فهذا الكتاب فيه أربعين مسألة من المسائل، والكتاب يدور في هذا الفلك بعنوان (الأجوبة السریة عن الألغاز الجزریة) للإمام المفسر إبراهيم بن عمر البقاعي، بتحقيق الأستاذ الفاضل جمال السيد رفاعي وستجد أنه كتاب قيم قد أجاب على كثير من المسائل والألغاز التي تدور في ذهن كثير من الباحثين وخاصة المشتغلين بعلم القراءات، فعرّف في البداية عن معنى اللغز وبدأ يشرح النظم بطريقة سهلة وميسرة، ومثّل للأشياء بالأمثلة وزينه بأمثلة من القرآن، وبالأمثلة تتضح المقال، فالكتاب جدير بالقراءة والعناية.
هذه "الأرجوزه المنبهة على أسماء القراء والرواة و أصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والدلالات" للإمام الحافظ المقرئ شيخ الاسلام أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني رحمه الله، نقدمه لأهل العلم بهذا الطبع الحسن والثوب القشيب لاهل العلم، ولمن يعني بعلم القراءات، والصفه التي نزل عليها كلام الخالق تبارك وتعالى، وهذه الارجوزه ضمّنها الداني القواعد العامه لعلم لقراءات، وكذا بيان ما جُمل من العقائد والاديانات، بأفضل أسلوب، وأجود تعبير، مع حسن السياق، وقوه بلاغة، ولقد حظيت هذه الأرجوزة بفضل الله عنايه جادّة من أهل العلم، ونالت شهرة كبيرة؛ فانه رحمه الله اتى في هذه الارجوزه بدررٍ ونفائس، حتى طغى عدد الفصول على 60 فصلا تضيء نوراً لمبتغى علم القراءات، وتهدي الحيران إلى سبل الرشاد والحق بإذن الله، ولا غرابة في ذلك، وبين يديك اخي الكريم نظم النفيس فاحرص عليه وتركة غاليه اعرف حقّها واحفظها، تفوز بكل خير.
هذا السفر المبارك جمعت فيه مؤلفات العلامة الكبير والشيخ المقرئ الشهير شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني المشهود بالحداد والذي اقترن اسمه بأول مصحف يطبع مدققاً محققاً في العصر الحديث ، في هذا الكتاب بعض رسائل اللشيخ في موضوعات شتى مثل: القول السديد في بيان حكم التجويد ، إرشاد الحيران إلى ما يجب إتباعه في رسم القرآن ، خلاصة النصوص الجلية في نزول القرآن وجمعه وحكم اتباع رسم المصاحف العثمانية ، السيوف الساحقة لمنكر نزول القرآن من الزنادقة ، الكواكب الدرية في المصاحف العثمانية وغيرها من المواضيع الفريدة والمميزة التي ينبغي أن يعتني بها كل باحث في علم التجويد والقراءات.
تلاوة القرآن كما أنزله الرحمن من أعظم الطاعات وأعلاها، ولا يكون ذلك إلا بمراعاة قواعد التجويد وتعلم كيف يُقرأ القرآن الكريم، وقد صنف العلماء قديماً وحديثاً الكثير من الكتب ما بين كبير في مجلدات، وكان من أعظم ما ألف بركة، وأنفع ما تداوله طلاب علم التجويد أثرا المنظومة المسماة بالجزرية لشيخ الإسلام وعالم الأنام والقراء والمقرئين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري رضي الله عنه، ومنذ أن ألفت الجزرية تلقفها الطلاب والعلماء وطارت كل مطار فهي ما بين حافظ لها وشارح، حتى لقد قُررت على الطلاب في المعاهد والكليات، وحلقات التحقيظ القرآن وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وممن اعتنى بها وشرحها وبيّن دقائقها وحل ألغازها الشيخ عبدالباسط هاشم المسند الكبير المعروف، ففي هذا الشرح علم غزير وفوائد لا تكاد توجد إلا بها.
اهتم علماء العربية بالدراسات الصوتية، ومن القضايا التي كان لها اهتمام خاص قضية "الإبدال اللغوي"، لأن العرب تبدل الحروف وتقيم بعضها مقام بعض، وحاول العلماء التأصيل لهذه القضية ووضع الضوابط لها.
وجاء هذا الكتاب ليعالج تلك القضية عن طريق أعظم نص مقدس وهو القرآن بقراءاته المتنوعة التي تعد مظهر من مظاهر إعجازه.
وإذا كان محور الاختلاف بين القراءات القرآنية ينحصر في سبعة أوجه، فالإبدال بين الصوامت يعد وجهًا من تلك الوجوه السبعة، لذا جاء هذا الكتاب ليبين أهمية القراءة القرآنية وأثرها الملحوظ في تأصيل جانب التيسير على الأمة الإسلامية في هذا الباب المعروف باختلاف اللهجات العربية.