من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هو القرآن الكريم فقد رفع الله بها أقواماً وأذل الله بها القرآن آخرين، لما تركوا العمل به، ولم يأتمروا بأوامره، ولم ينتهوا بزواجره، وهجروا قراءته، وقراءة القرآن بتجويده وترتيله من أعظم الأمور، وهذا الشرح المبارك لمتن مبارك مهم لطالب التجويد والقراءات لمتن الجزرية للعلامة الثقة العدل بشهادة الأمة أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الحرزي، الشهيرب(ابن الجزري) والطلاب بحاجة إلى شرح وافٍ لهذه المنظومة المباركة، وضم هذا الشرح فوائد وإضافات نادرة وحاول الشارح أن يكون أسلوبه سهلاً ليناً من غير تعقيد ولم يكثر من الحشو الذي لا فائدة منه، وفي بداية الكتاي حاول أن يترجم للامام ابن الجزري رحمه الله، وماشاء الله على الشارح فهو من المكثرين للفوائد التي قلما تجدها في مثل هذا الشروح.
هذا الكتاب مذكرة وجيزة في "علم التجويد" تحوي معظم أبواب هذا العلم الشريف، أصلها ما تلقاه المؤلف على مشايخه أثناء تعلم هذا العلم ثم أتبعه برسالة شرح فيها نظم "ما يراعى لحفص من طريق الشاطبية"، ثم أتبعه برسالة الإرشاد إلى تحقيق مخرج الضاد لمن يريد أن ينطق الضاد شبيهه بالظاء.
متن (المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه) المعروف بمقدمة ابن الجزري من أعظم المتون وأنفعها في فن التجويد جليل القدر نظمه الإمام الجزري، وجمع فيه أهم ما يحتاج إليه القارئ لكتاب الله تعالى في علم التجويد، والوقف والإبتداء، والرسم. وقد تم خدمة هذا المتن خدمة جيدة لتسهيلها لطلبة العلم وهذا الشرح الذي بين أيدينا شرح جميل لا ينقص جهود السابقين والمعاصرين في بيان وشرح هذا النظم، وتسهيل هذا العلم للعامة والخاصة، فشرح الشارح هذا الشرح بفك ألفاظه وتبيين مقاصده ومعانيه، واستعان لذلك بما كتبه الأئمة المتقدمين في علم التجويد عموماً وفي شرح الجزرية خصوصاً، ودعم هذا الشرح بصور توضيحية، وناقش فيها بعض الآراء الخلافية، وذكر في نهاية الأبواب تتمات لاستكمال ما نقص، وألحق في نهايته فوائد تجويدية مهمة، كالحديث على قاعدة أقوى السببين، وتسوية المدود، ومراتب القراءة، القراءة بالتنغيم والمقامات.