القول السديد في بيان علم التجويد
للأستاذ الكبير علم الفضل الشهير صاحب الفضيلة
الشيخ: محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد
شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية سابقًا
إن الأمة المحمدية متعبَّدة بفَهم معاني القرآن، وإقامة حروفه وتصحيح لفظه، فهو كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وصل إلينا مصونًا عن الخطإِ والتحريف، ومحفوظًا من التغيير والتبديل والتصحيف، وقد كُتبت هذه الورقات إجابة لسؤال وُجِّهَ لفضيلة الشيخ/ محمد بن خلف الحسيني عن حكم قراءة القرآن الكريم بدون تجويد، وحكم أخذه من المصاحف بدون معلم، وبيَّن أن تجويد القرآن الكريم واجب شرعي يثاب القارئ على فعله، ويعاقَب على تركه، فرض عين على من يريد قراءة القرآن لأنه نزل على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مجودًا.
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بترتيل القرآن الكريم وتجويده فقال "ورتل القرآن ترتيلا" ، وهذا الأمر للنبي وكذلك للمؤمنين من بعده ،وإن من أهم الأمور التي تعين على ترتيل القرآن تعلم أحكام التجويد ، وقد كتب الكثير من أهل العلم كتباً وشروحاتٍ في بيان أحكام هذا العلم وتفصيلاته ، كما نظم بعض علمائنا الأجلاء قصائد شعرية احتوت على بيان أحكام التجويد ، ومنها هذا (اللآلئ الذهبية في شرح المقدمة الجزرية ): هو كتاب يشرح منظومة الإمام ابن الجزري في أحكام تجويد القرآن الكريم، وهي: (منظومة المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه) ، وهذا شرح يسير لمنظومة المقدمة في ضوء رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.