كتب توجيه القراءات من الكتب التي غفل عنه المختصون ، فينبغي محاولة الرجوع ، والنهل من علمه ، والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب الحجج في توجية القراءات ، لأبو معشر الطبري (ت478ھ) وهذا الكتاب غير معروف لدى المشتغلين بكتب القراءات ، كما أن الذين اعتنوا بكتب أبو معشر الطبري لم يذكروه بين مؤلفاته ، وهذا الكتاب عن توجيه القراءات ، والاحتجاج لها ، فقد ذكر فيه القراءات ووجها ، فالكتاب مفيد في بابه ونادر في مقاله.
من الأمور التي لا يهتم بها الخواص فضلاً عن العوام ما للإعراب من لمسات إعجازية للقرآن ، وقلت المؤلفات في ذلك ،وهذا الكتاب (الياقوت والمرجان في إعراب القرآن) للشيخ محمد نوري بن محمد بارتجي ، فهو مميز بدقة الملاحظة وتظيم في العمل ، وصبر وجلد على بذل الجهد ، وقد أحسن المؤلف في هذا الكتاب حيث وضع منهجاً مفصلاً لعمله ، وحدد الفئة التي يحاول تثقيفها ، وتلبية احتياجتها من المعرفة بإعراب القرآن ، وهذا الكتاب الفريد في إعراب القرآن ، يتميز عن غيره بصفتين هامتين ، هما: وضوح اللغة ، وصغر الحجم ، فغموض اللغة في الكتاب ، وضخامة حجمه يحولان دون الإفادة منه.
معرفة قراءة القرآن قراءة صحيحة من أوجب الواجبات ، ومعلوم أن تَعلّم التلاوة الصحيحة القائمة على قواعد أهل الأداء من القراء المتقنين ؛ من الواجبات المتحتمة والمطالب الشرعية على كل مكلف ، وإن سورة الفاتحة هي أولى ما يُجوّد ؛ لأنها ركن الصلاة ، ولا تصح إلا بها ، ويلحق بذلك : معرفة ما يقع للعامة وأشباههم من أخطاء في تلاوتها؛ للإحتراز منها ، وهذا الكتاب( الأخطاء الواقعة في قراءة سورة الفاتحة ، من المصلين ، وأئمة المساجد ، والقارئين) لمؤلفه فضيلة الشيخ محمد بن موسى آل نصر ، لا يستغني عنه مسلم ، وهو موجّه لجميع طبقات المسلمين من العامة إلى القرّاء المتقنين ن وقد احتوى على بيان ستة وثمانين ومائة خطأ في سورة الفاتحة التي هي سبع آيات فقط.
أهتمت الأمة الإسلامية بكتاب الله ، وعنيت به عناية فائقة ، من لدن رسولنا إلى يومنا هذا ، وألفوا في ذلك مختلف التأليفات ، ومنها ما ألفه الشييخ العلامة المقرئ البارع ، برهان الدين إبراهيم بن عمر خليل أبو اسحاق الحعبري ، حيث وضع عدداً من المصنفات في القراءات وغيرها ، منها منظومة : الدماثة في القراءات الثلاثة ، ولما رأى إقبال الطلبة عليها ، ومسارعتهم إلى تلقيها ومدارستها ، واجتهادهم في حفظها وإتقانها ، قام بتأليف كتاب لحلّ رموزها ، وفتح كنوزها ، ونثر نظمها ، وتسهيل فهمها ، سماه : خلاصة الأبحاث شرح نهج القراءات الثلاث ، فالكتاب سهل العبارة ، حسن الأسلوب ، واضح المعنى ، صحيح المحتوى ، وكيف لا وهو لشيخ المقرئين ، وإمام زمانه.
من الروايات المشهورة التي يقرأ بها المسلمون في العالم هي رواية الدوري عن أبي عمرو ، وهي الرواية التي يقرأ بها أهل السودان وشرق أفريقيا ، وهذا الكتاب عن هذه القراءة كتبه شيخ المقارئ المصرية محمود خليل الحصري ، كتب فيه ما رواه حفص الدوري عن شيخه أبو عمرو بن العلاء البصري في كلمات القرآن المختلف فيها بين القراء مخالفاً في ذلك ما رواه حفص الكوفي عن شيخه عاصم في هذه الكلمات ، فالكتاب صغير الحجم ولكنه مليئ بالفوائد والمعلومات الثمينة ، التي تشد لها الرحال.
حاول الملحدون والمشركون ومن سارعلى نهجهم قديماُ وحديثاُ الطعن والتشكيك في القرآن والقراءات القرآنية ، المتواتر منها ، والشاذ ، فجاء هذا المؤلف في كتابه ( قراءات النبي) ليدرسها دراسة قرآنية وحديثية ، فقد قام بجمع قراءات النبي صلى الله عليه وسلم ، من كتب الحديث ، والتفسير ، والقراءات ، ومعاني القرآن وإعرابه ، وكتب اللغة ، ورتب فيه القراءات على حسب ترتيب مصحف الإمام ، ثم يذكر قراءة الجمهور ، أو ما اختلف فيه القراء ، ويذكر التوجيهات اللغوية ، وغيرها من الفوائد و المباحث الشيقة التي لا تكفيها هذه السطور للتعريف بها ، فالغوص في البحار لمعرفة كنوزها جدير بالباحث في هذا المضمار.
نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ونطقه ، وتجويده ، وترتيبه ، وتنظيمه ، وقد تكفل الله بحفظه ، وقد تناول هذا القرآن العظيم بالدراسة والتمحيص ، فاستخرجوا من الكنوز الثمينة ، ومن كنوزها الثمين هذا الكتاب (مفردة يعقوب بن اسحاق الحضرمي) وهذه من المفردات النفيسة لأبو علي الأهوازي النادرة ، وهي تشمل على قراءة واحدٍ من القراء العشرة المشهورين ، هو يعقوب الحضرمي ،(ت205ھ) ، الذي حظيت قرائته باهتمام عدد من المؤلفين القدامى ، بيد أن الناظر في هذه المفردة قد لا يجد بع الحروف التي قراء بها الحضرمي ، وذلك لأنه قد قصرها على ما الف فيها يعقوب أبو عمرو بن العلاء ، وهو أمر صرح به المؤلف في مقدمته ، أما قيمتها العلمية فهي مستمدة من شهرة مؤلفها ، وتقدمها على ما سواها في بابها ، فهي أصل من أصول القراءات ، وركن من أركانها.
معرفة خدام القرآن وذكر مآثرهم من خدمة القرآن ، وهذا الكتاب (أحاسن الأخبار ، في محاسن السبعة الأخبار ، أئمة الخمسة الأمصار ، الذين انتشرت قراءاتهم في سائر الأقطار) لأمين الدين عبدالوهاب بن وهبان الحنفي رحمه الله موضوع في تراجم القراء السبعة ، وفي أصول قراءتهم ، وفيه مقدمات لا يسع المسلم جهله عن القراءات ، وهو في حلة حسنة ، وتحقيق مفيد ، ليتعرف المسلمون من خلاله على أئمتهم الذين يقتدون بهم في القراءة ، وليتفقهوا ما لا يسعهم جهله من هذا العلم الشريف.
القرآن الكريم منذ نزوله محط أنظار العلماء ، ومناط أفكار الفضلاء ، وموضع عنايتهم في القديم والحديث ، وخدموا القرآن من جميع ولا تتركوا شاردة ولا واردة مع هذا كلام الله خزائنه لا تفنى ولا تنتهي ، وهناك طائفة وجّهت عنايتها إلى ذكر ما فيه من وقوف ، وبيان أنواعها ، وتحديد كل نوع منها ، مع استنباط عللها وأسراراها ، وما يترتب على ذلك من حسن الإبتداء أو قبحه ، فألف فضيلة الشيخ الإمام شيخخ المقارئ المصرية محمود خليل الحصري رحمه الله هذا الكتاب (معالم الإهتداء إلى معرفة الوقوف والابتداء) فبيّن فيه الوقوف في القرآن ، وعن المواضع التي ينبغي الوقف فيها ، والحث على تعلمها وتعليمها ، وعلم الوقف علم مهم جداً لقارئ القرآن خاصة ولعموم المسلمين حتى قال أبو حاتم :من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن.
المسلمين قد اعتنوا العناية الفائقة بالقرآن الكريم شرحاً وتفسيراً وبلاغة وإعراباً وتجلية لعلومه ، وكتاب الله يأخذ بتلابيب أهل الفكر الناضج من غير المسلمين فيشدهم بقوة الإعجاز على التفكير والتدبر الذي يقودهم إلى الإيمان ، و هذا الكتاب (الإختيارات الحسان في إعراب القرآن الكريم) يخدم هذا المعنى ، ,غن كثير من معاني الإعجاز تتجلى من خلال وجوه الإعراب ، وقد عمل المؤلف في هذا الشأن بإظهار الوجه الأقوى الذي يخدم المعنى الأرحب ويعطي تصوراً أشمل لآيات الله في الكون ، وعزز ذلك بشرح معاني الكلمات والعبارات المساعدة على الفهم ، للآية وتجلية معناها أو أحكامها ، وقد يكون للكلمة أوجهاً متعددة في الإعراب فذكرها كلها مرتبة بالوجه الأقوى.
لا جرم أن كل العلوم التي كانت بعد القرآن الكريم لم تكن إلا من أجل خدمة القرآن الكريم ، فعلوم العربية جميعها ، كان خدمة للقرآن والأصول ، والفقه والحديث ، والقراءات والتجويد ، ومخارج الحروف وصفاتها ،وممن خدم علم القراءات ويخدمه فضيلة الشيخ القارئ المقرئ محمد فهد خاروف ، فقد أصدر عدة كتب تتعلق بعلم القراءات ، ومن خيرة ما كتب هذا الكتاب الذي سيوضع على هامش القرآن فيساعد في معرفة القراءات بأسلوب سهل ، واكتفى بتشكيل الكلمة القرآنية حسب القراءة وبكتابتها كما هي مقروءة على قراءة القارئ ، والمؤلف من الذين أتقنوا وأفنوا أعمارهم في هذا الفن ، وحصل على الإجازات والشهادات المعتبرة ، لأن هذه الأيام كثر كل من هب ودب أن يكتب عن القراءات وهو لا يعرف كوعه من بوعه ، فالشيخخ موثوق بعلميته ، وكتابه هذا واضح العبارة ، سهل الأسلوب ، لطيف المأخذ يفهمه كل من نظر إليه.
من أهم الأشياء التي ينبغي أن يصرف فيها المسلم وقته هو مع كلام ربه ، وفي تدبره ، وتفكره ، وأن يقراءه بمختلف القراءات التي أنزلت فيه ، وفي الآونة الأخيرة بدأ طلاب العلم خاصة يهتمون به ، ومن هذه الكتب كتاب (الكفاية الكبرى في القراءات العشر) للإمام أبي العز محمد ابن الحسين بن بندار القلانسي ، تقدمه دار الصحابة للتراث لحملة القرآن ودارسي القراءات ، لأهميته ، ولما احتوى من علم عظيم ، حيث ذكره الإمام ابن الجزري رحمه الله في (نشره) ، وجعله من طرقه ، فقد ذكر الإمام أبو العز في كتابه هذا عشر قراءات:ابن كثير، ونافع ، وأبي جعفر ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف_في اختياره_، وأبا عمرو ، ويعقوب ، وذكر اسناده في ذلك وتم توضيحه بجدول ، وقد ذكر الكتاب كل ما يتعلق بتلك القراءات لسور القرآن ، بأسلوب سهل سلس يستطيع القارىء فهمه بسهولة ويسر.
أهل القرآن هم اهل الله وخاصته لأنهم حفظوا القرآن ، فالذي ينبغي لهم أن يتخلقوا بآدابه ، ومن الكتب الجليلة المهمة في هذا الموضوع هو كتاب التبيان في آداب حملة القرآن ، للإمام أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي ، وهو كتاب يحوي ما يجب على حامل القرآن الكريم من آداب، وأوصاف حفظته، وطلبته، وآداب معلم القرآن، وفضل تلاوته، وما أعد الله لأهل القرآن من إكرام ، فالكتاب مهم في بابه ، بألفاظه الرشيقة البليغة ، ينبغي أن يكون في يد حملة القرآن خاصة وفي البيوت عامة.
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بترتيل القرآن الكريم وتجويده فقال "ورتل القرآن ترتيلا" ، وهذا الأمر للنبي وكذلك للمؤمنين من بعده ،وإن من أهم الأمور التي تعين على ترتيل القرآن تعلم أحكام التجويد ، وقد كتب الكثير من أهل العلم كتباً وشروحاتٍ في بيان أحكام هذا العلم وتفصيلاته ، كما نظم بعض علمائنا الأجلاء قصائد شعرية احتوت على بيان أحكام التجويد ، ومنها هذا (اللآلئ الذهبية في شرح المقدمة الجزرية ): هو كتاب يشرح منظومة الإمام ابن الجزري في أحكام تجويد القرآن الكريم، وهي: (منظومة المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه) ، وهذا شرح يسير لمنظومة المقدمة في ضوء رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
تعاني مكتبتنا الإسلامية نقصاُ كبيراً في الدراسات الصوتية ، فلا يزال هذا اللون من الدراسات يتعثر في بلادنا تعثراً واضحاً ،والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب (جهد المقل) لمحمد بن أبي بكر المرعشلي الملقب بساجقلي زاده ، ويضم هذا الكتاب آراء وتحليلات دقيقة للغاية للعديد من الظواهر الصوتية ، ولِما تمتع به مؤلفه من ثقافة واسعة ، وفهم عميق لحقيقة الصوت ، فالواقع إن تحليلات المرعشلي تنم عن تصور يتلاءم تماماً مع ما توصل إليه العلماء في العصر الحديث ، فرغم اعتماده وسائل يسيرة إلا أن نتائجه كانت مذهلة.
العناية بالقراءات هي من صميم العناية بالقرآن الذي هو مزن العلم ومصدر من مصادره ، وهذا الكتاب المسمى ب (تلخيص العبارات بلطيف الإشارات) هو من كتب القراءات السبع الذي ألفه ابن بليمة مختصراً ، ليقرب فهمه على مريده ، وليسهل حفظه على مستفيده ، وحذف منه الأسماء والأسانيد وذكر فيه من العلل ما يفيد ، وذكر ما اشتهر وانتشر من الروايات ، وترجع أهمية الكتاب إلى ما فيه من خلافات بينه وبين الشاطبية والتيسير في القراءات وهما أشهر الكتب المصنفة في القراءت السبع.
العناية بعلم التجويد من العناية بالقرآن العظيم لأنه به يتعلم كيفية قرائتها ، والكتاب الذي بين أيدينا اليوم هو كتاب (تحفة الطالبين في تجويد كتاب رب العالمين) للشيخ منصور بن عيسى غازي السمانودي من كتب علم التجويد ، حرص فيه مؤلفه على تقريب قواعد هذا العلم من المتعلمين ، فجعله دليلاً للمتعلم من حين بدئه بالقراءة مفتتحاً بالاستعاذة والبسملة ، إلى إنتهائه بختم القرآن ، وعلى الرغم من تأخر سنة تأليفه ، إلا أنه تضمن قواعد علم التجويد بأسلوب واضح ، لأنه لم يكن شرحاً لكتاب أو منظومة ، وهو ما غلب على مؤلفات هذه الحقبة ، وإنما كا تأليفاً جديداً لخص فيه المؤلف موضوعات التجويد ، مع عناية بعدد من الموضوعات الأخرى التي لها علاقة بالتجويد ، مثل رسم المصحف والوقف والإبتداء.
علم الإسناد من أجل العلوم الشرعية وهو أبرز خصائص هذه الأمة المحمدية التي امتازت به على غيرها من الأمم ، ولا سيما علم القرآن الكريم والقراءات ، وهذا الكتاب هو عن أسانيد القراءات للأستاذ الدكتور ياسر إبراهيم المزروعي ، ولا يخفى على الناظر المتخصص في علوم القرآن الكريم عامة وعلم القراءات خاصة ، مدى أهمية هذا البحث ، وحاجة طلاب القراءات فقد تكلم في هذا الكتاب عن أسانيد وإجازات روايات القرآن الكريم ، وفتش فيه من لدن أصحاب القراءات إلى عصرنا هذا ، وتكلم عن بع الأطاء والأوهام الموجودة فيه.
ما من علم إلا وله أصول بُني عليها ، والقراء لم يتحدثوا عن أصول لهم ، وهذا الكتاب جاء ليبين تلك الاصول ويوضح المبهم ، فألف فضيلة الشيخ : محمد الدسوقي أمين كحيلة ، الجامع للقراءات العشر الصغرى والكبرى ، فسماه ( أصول وضوابط علم القراءات والعلوم السبعة ) ، فبين الأصول والضوابط ووضحها بأفضل طريقة وأجمل صورة ورتبها المؤلف على حسب أهميتها ، فبدأ بالإسناد ثم الاستعاذة والقراءة ، والقراءات ، والتجويد والتوجيه ، والوقف والرسم والعد ، ثم ختمتها بأصل ارتبط بجميع العلوم السبعة.
هذه الرسالة المسماة (إمعان النظر في نظام الآي والسور) ، وكفى بهذا الاسم دلالةً على نوعية الرسالة وعلى محتوياتها وأهدافها ، فقد أراد بها كاتبها أن يُجلي للناس فكرة نظام الآيات ورباطها ،ويلفت الأنظار إلى أهميتها وأبعادها ، ويرشد إلى القواعد والمبادئ التي إذا التزم بها الباحث كان قَمناً أن ينال مبتغاه من غير تعب ولا نصب ولا كلال ، وكان قَمنا أن يبلغ غايته النبيلة السامية من نظام الآيات والسور وما أودع فيه من علوم وحكم وعبر.
علم الفواصل من أجل العلوم وأشرفها لتعلقه بأعظم كلام وأشرفه وهو: كلام الله تبارك وتعالى ؛ وقد ألفت فيه كتب كثيرة ما بين منثور ومنظوم ، ومن أجل وأخصر وأنفع المنظومات في هذا الفن ، منظومة محقق الفن العلامة محمد المتولى شيخ المقارئ المصرية الأسبق ، فقد أحاطت بأطراف الفن في أوجز عبارة وأرق أسلوب ، لذلك قررتها مشيخة الأزهر الشريف على طلاب معهد القراءات.
كتاب (إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشرة) لشمس الدين أبي عبدالله محمد بن خليل بن أبي بكر القبابي ، من الكتب التافعة المفيدة في علم القراءات إذ اشتمل على جميع القراءات المتواترة التي وصلت إلينا بالطرق الصحيحة المتواترة حتى رسول الله وقد تلقاها المسلمون بالرضا والقبول حتى العصر الحاضر ، فهذا الكتاب سهل العبارة ، حسن الأسلوب ، واضح المعنى ، صحيح المحتوى ، جامعاً للقراءات العشر المتفق على صحتها وثبوتها ، مضيفاً إليها قراءات الأئمة الأربعة.
خير الكلام كلام الله الحكيم ، وأشرف العلوم قدراً معرفة كتاب الله العليم ، وقد أمر الله تعالى أن يرتل القرآن ترتيلا ، فألف علماء المسلمين في التجويد وأصوله ، والكتاب الذي بين أيدينا (أرجوزة علم التجويد للسيد أحمد شوقي الآلوسي أسماها (تحفة الترتيل) ، وقد شرح المؤلف هذه الأرجوزة لبيان مقاصدها ، وتوضيح معانيها مع ذكر الشواهد القرآنية ، وذكر فيها ما ورد عن القراء وقراءات وأقوال ، وسمى شرحه هذا ب (حلية التنزيل) ، وهي تهم كل مهتم بالقراءات القرآنية.
من عناية العلماء بالقرآن عنايتهم بكيفية إخراج كل حرف من مخرجه الصحيح ، فألفوا في ذلك تأليفات كثيرة مختصرة ومتوسطة ومطولة ، وشروحات مختلفة متنوعة من حيث السهولة الصعوبة ، ومن تلك الشروحات شرح (الدرة) في القراءات الثلاث المتممة للقراءات العشر ، نظم الإمام الحافظ المحقق العلامة الشيخ ابن الجزري ، وشرحه فضيلة الشيخ العلامة عبدالفتاح عبدالغني القاضي رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف ، وشرحه شرحاً متوسطاً بين الإسهاب والإيجاز ، بعيداً عن التطويل والحشو والألغاز.
خير ما صرفت فيه الأعمار ، وبذلت في سبيله النفائس كتاب الله تعالى والعلوم التي تخدمه وتبينه ومنها علم القراءات وهو علم له أهميته في علوم الشريعة ، ولأهمية شروح الدرة المضية في القراءات الثلاث المتممة للعشرة نقدم كتاب (شرح السمنودي على متن الدرة) فقد استعان مصنفه بما سبقه من شروح مثل شرح الرميلي والزبيدي والنويري ، ونهج مصنفه نهجاً مميزاً فقد شرح البيت بأسلوب سلس ، ولم يتعرض للإعراب بل اهتم بفك الرموز وتوضيح القراءة ، مبيناً ما وافق القراء الثلاثة أبو جعفر ويعقوب وخلف أصولهم وما خالفوهم فيه ، وقد علل للقراءة ، وهذا الشرح لا غنى للمتعلم من اقتنائه.