من مصنفات ابن خالويه كتاب القراءات، ولا يخفى أن كتابه هذا في غاية الأهمية للغويين وأيضاً لمن يبحث في علم القراءات ولذلك سببان، أولهما أن ابن خالويه كان جهة اللغة تلميذ ابن الأنباري صاحب كتاب المصحف سابقاً وكان من جهة القراءات تلميذ ابن مجاهد الإمام الكبير الذي أقنع الوزير ابن الالوزير بأن يثبت قراءة القراءة السبعة ويمنع ما عداها، وكانت عادة ابن خالويه أن يهذب مصنفات مشايخه كما رأينا ذلك في كتاب الشجر وكما يظهر في كتاب العشرات الذي اشتهر باسمه مع أنه في الواقع مصنف شيخه المطرز وكذلك كتابه المسمى بشرح مقصورة ابن دريد يشتمل على ما عمله شيخه مع زيادات بسيطة، ومن حيث أن شيخه في القراءات كان الإمام ابن مجاهد ولا يخفى أ، ابن مجاهد درس القراءات الشاذة فضلاً عن القراءات السبعة المشهورة، فالكتاب بالغ الأهمية في القراءات الشاذة وهو مختصر جيد نافع وفريد.
مادة هذا الكتاب تدخل في ميدان أحد علوم القرآن، وهو ما يُعرف ب المتشابه اللفظي أو متشابه النظم أو الآيات المشتبهات، فالمراد ب المتشابه هنا ليس المتشابه في المعنى، والخفيُّ في الدلالة، والمبهم في الهدف، مما يحتاج إلى بيان، أو تأويل كآيات الصفات مثلاً، بل المراد به: المتشابه في الرسم، والمتكرر بألفاظ متماثلة أومتقاربة، وهو لون من ألوان الإعجاز الأسلوبي، والفن الرفيع في الأداء والتعبير والنظم، حال التكرار والاعادة لغرض ما، وبهذه النظرة رصد أبو الحسن الكسائي القارئ الحافظ مجموعة كبيرة من ألفاظ الكرم وآياته، مما تكرر وروده بسياقات متفقة، أو مختلفة، أو طرأ عليها نوع من التغيير ك الزيادة أو النقصان ورتبها بأبواب خاصة حسب عدد ورودها مشيراً إلى ما يخالفها من نظائر، دون أن يتعرض بالذكر إلى الفائدة من التكرار او الحكمة من تخضيض الآية المعينة بسياق معين دون غيرها، بل حرص الكسائي على الرصد والجمع والترتيب والتبويب والفهرسة.
هذه مفردة في القراءات الشاذة، تنشر لأول مرة، ضمت بين دفتيها ذكر ما خالف به أبو سعيد الحسن البصري أبا عمرو بن العلاء المازني برواية الدوري عن اليزيدي عنه، غير ما اتفقنا عليه، وما لا خلاف فيه، وهي واحدة من إحدى عشرة مفردة كان قد وضعها المقرئ الشهير أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، المتوفي 446 ھ ، قبل ما يقرب من ألف عام، بيد معظم هذه المفردات، لطول العهد قد فُقد، ولم يصل إلينا منها سوى اثنتين، إحداهما هذه المفردة، والثانية مفردة ابن محيصن، وهي أول كتاب يصل إلينا يجمع بين دفتيه قراءة الحسن البصري، مروية بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنها تستحق العناية والاهتمام، نظراً لقدمها، وتفرد مادتها، وندرة نسخها، وشهرة مؤلفها الموصوف بعلو الإسناد، وحسن التصنيف، وهي أصل من الأصول، اعتمد عليها كثير من المفسرين واللغويين والقراء.
هذا الكتاب مصدر مهم في شواذ القراءات إن لم يكن الأهم لأنه الأجمع للقراءات الشاذة، وقد اعتمده في دراسته اللغوية الدكتور عبدالصبور شاهين في كتابه((القراءات القرآنية في ضوء العلم اللغة الحديث، قال: إني قد استقيت من هذه المصادر-وكان شواذ القراءات للكرماني أحد المصادر المهمة- .....مادة غزيرة ملأت ما يربو على ثلاثين ألف جذاذة كلها قراءات شاذة منسوبة إلى أصحابها أو غير منسوبة.....وكل ذلك.....خير ما يمثل حال اللغة الفصحى ولهجاتها القديمة بجميع ظواهرها الشائعة والمحدودة، فليس من شاردة أو واردة في لهجات العرب إلا ولها في الشواذ شاهد أو أكثر، والمحقق عرّف بالقراء والأعلام بشكل مختصر، وقد وُفق المحقق في إخراج هذا السفر النفيس لينتفع به الباحثون والدارسون.
كانت عناية العلماء بالمتشابه في ألفاظه وعناية بالغة خشية أن تختلط كلمة في سورة بكلمة في سورة أرى فألفوا في ذلك الكتب، ووضعوا الرسائل واختلف أسلوبهم، فمنهم من كتب متشابه ألفاظه نثراً، ومنهم من كتبها شعراً أو رجزا، وهذا الكتاب من أجلّ الكتب التي تصب في مجال علوم القرآن وضعه الساوي ليعين الحفظة على حفظهم للآيات المتشابهات في اللفظ ليثبتوها فلا يخطؤوا أو يخلطوا بينها، لذلك فقد اشتهر هذا الكتاب بين الحفظة وتداولوه، واعتمده العلماء من أهل القراءات بالشام حالياً، خصوصاً وأن مؤلفه أحد شيوخخ الإقراء، ألا وهو الإمام علي بن محمد السخاوي رحمه الله، وقد وُفق إلى تحقيق الكتاب التحقيق العلمي الأستاذ عبدالقادر الطيب الحسني، وصدره بمقدمة قيّمة عن التشابه اللفظي في القرآن الكريم تفيد في هذا الموضوع.
اختلفت الدراسات النحوية المعاصرة في تحديد أثر القرآن الكريم في النحو العربي، وتفاوتت النظرات النقدية إلى منهج النحاة القدماء، وذهبت بعض الدراسات تبحث في أثر القراءات القرآنية خاصة، وتسعى جاهدة للفصل في أحكامها بين القراءات المشهورة والشاذة، وأن الكوفيين كانوا يعتدون بها جميعاً، وحاول بعضهم أن يضفي على مواقف النحاة طابعاً دينياً، فيربط ذلك بمواقفهم من قرآنية هذه القراءات، ويحمّل بعض النحاة مواقف حزبية أو مزاجية، لقد كثرت آراء الباحثين في القراءات الشاذة، وختلفت آرائهم، فانبثقت الحاجة إلى دراسة تنتظم هذه الأقوال، وتبحث تلك المقولات والآراء والمفاهيم، وتكشف عن حقيقة مواقف النحاة، وتقف بالتفصيل على أثر القراءات الشاذة في النحو العربي.
لا يخفى للمتخصص أهمية القراءات الشاذة وقد ألف المؤلف المؤلف هذا الكتاب ليبين لنا أهميتها، فذكر فيها القراءات التي انفرد بنقلها القراء الأربعة، ابن محيصن، يحيى اليزيدي، الحسن البصري، سليمان الأعمش، أو أحدهم، أو راو من رواتهم، فإن وافق قراءة واحد منهم إحدى القراءات المتواترة أو وجها من وجوهها ترك فيها الكلام ، وقد ذكر لكل قراءة من تلك القراءت وجهها من اللغة والإعراب، مؤثراً في ذلك أحسن الأوجه، وأشهر الأعاريب، سلك فيه سبيل القصد والاعتدال، أركان القراءة المقبولة، وما تتميز به عن القراءة الشاذة المردودة، وبيّن حكم القراءة بكل منها وحكم تعلم القراءة الشاذة وتعليمها وتدوينها في الكتب.
هذا البحث بعنوان: (القراءات الشاذة وأثرها في التفسير)، يلقي الضوء على أهمية معرفة القراءات الشاذة، وأثرهاا في التفسير، فهي تعتبر مصادر التفسير، وقد كانت من قبل قرآناً يُتلى، ثم طرأ عليها الشذوذ فرفع التعبد بتلاوتها، وبقي أثرها من حيث المعنى، والعمل بما تضمنته من أحكام شرعية تنزيلاً لها بمنزلة خبر الآحاد، والاحتجاج بها في اللغة، وقد يتبادر في أذهان كثير ممن يسمع الشذوذ من حساسية، غير أن هذا الوصف عندما أطلق لم يقصد به إلا بيان قلة من قرأ بها، وخروجه من حيز التواتر إلى حيز الآحاد، وفجا هذا البحث كاشفاً عن حقيقة القراءة الشاذة، وبيان ضابطها، وذكر أههم رواتها، وبين احتجاج الفقهاء بها، وكذا المفسرون، ذكر أثرها في المعنى التفسير من خلال ضرب بعض الآثار.
ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال :" نزل القرآن سبعة أحرف"، فقرأ الناس والصحابة الكرام على ما كان في حياته صلى الله عليه وسلم، وكان مدة حياة أبي بكر رضي الله عنه، وحياعمر وعثمان رضي الله عنه فجمع القرآن الكريم، والتساؤل الذي وضعه المؤلف هو عن نشأة القراءات الشاذة وحقيقتها، لأن بعض الابحثين جعلوا كل القراءت التي لم تبلغ حد التواتر شاذاً وكأنه ضعيف ولا يحتج به فحاول أن يميط اللثام عما اكتنفها عن هؤلاء، وجعل مبحثاُ ناقش فيه رأي العلماء في الأحرف السبعة بعد الجمع العثماني إذ هو الأساس الذي تبني عليه أقسام القراءات، وحقيقة كل نوع، ونخص هنا القراءات الشاذة بمزيد من التفصيل، وأهميته تكمن أن من كتبوا في هذا قليل.
مصطلح الشذوذ في العلوم الإسلامية بوجه عام، وفي العربية والفقه والقرات بوجه خاص، مستغلق أمره، وغامض مفهومه، ومضطرب القول فيه؛ إذ إنه مرتبط عند كثير من الناس بالرداءة والقبح، فجاء مؤلف هذا لكتاب وبيّن مستغلقه، وكشف الغامض، ورفع الإلتباس المتبادر إلى الأذهان عند سماع المصطلح، وبيّن أنه غير مرتبط بما يأباه أهل العلم، وتكلم عن مفهوم الشذوذ في اللغة العربية والفقه والقراءات، وذكر بعض ضوابط القراءات الشاذة، وذكر سند القراءات الشاذة وانفرادها، وعرف التواتر والآحاد، وتحدث عمن حصرالتواتر في القراءات وأوضح أن الشاذ ليس بالقرآن، وتكلم عن شواذ القراء السبعة، وتباحث عن عن قراء الشواذ ومميزاتهم وخصائصهم وغرها من الفاوئد الغريزة والنوادر التي قل أن تاجدها فيي كتاب مجموع هكذا.
هذا الكتاب مما كان طلاب القراءات في حاجو ماسة لهم، ألا وهو كتاب يجمع ما في الشاطبية والدرة من القراءات، ونظرا لهذه الحاجة وضع المؤلف هذا الكتاب المهم، وضمنه القراءات العشر من طريقي التيسير والتحبير، والشاطبية والدرة وقد سلك فيه مسلك صاحب الغيث في ترتيبه ونظامه، فيذكر كل ربع من القرآن ما فيه من كلمات الخلاف كلمة كلمة مبيناً خلاف الأئمة العشرة في كل منها، سواء اكان ذلك الخلاف من قبيل الأصول أو من قبيل الفرش، ثم يقول الممال ويحصر جميع الكلمات الممالة، ضاماً النظير إلى نظيره، مبيناً عند كل كلمة ونظيرها من يميلها ومن يقللها، ثم يذكر المدغم ويقسمه إلى قسمين: صغير وكبير، ولا يتعرض لشيء من أبواب الأصول، اكتفاء بذكر قاعدة كل قارئ، والمصنف جزاه الله خير لم يذخر وسعاً في توضيح العبارة، وتبسيط الأسلوب، وتجنب التعقيد، والبعد عن الصعوبة.
لما انتشرت الشاطبية في كافة أناء العالم الإسلامي اهتم بها الشارحون وحررها المحققون ومن هؤلاء المحررون صاحب هذا النظم العلامة الشيخ حسن بن خلف الحسيني نسبة إلى قرية (بني حسين) من أعمال صعيد مصر،أخذ القراءات من إمام عصره شيخخ القراء في زمانه العلامة محمد بن أحمد الشهير بالمتولي، نظم الشيخخ الحسيني في تحرير مسائل الشاطبية وجاء هذا النظم سهلاً عذباً فميّز ما صح من طرقها مما لم يصح على وزن الشاطبية، وجا من بعده العلامة الشيخ علي بن محمد الضباع الذي تولى مشيخة عموم المقارئ بمصر، ورئاسة لجنة مراجعة المصاحف، وضع لهذا النظم شرحاً فريداً سماه (مختصر بلوغ الأمنية) فاجاد وأفاد فصار الكتاب درّة ثمينة لا غنى لقارئ القراءات عن اقتنائها.
قام العلماء في كل زمان ومكان بالتأليف في علوم القرآن، وتنوعت تآليفهم بتنوع الموضوعات، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا اليوم أحد مصنفات الإمام مكي بن أبي طالب الكثير، أفرده بذكر (غريب القرآن) ليوضحه ويبين مراده ولطائفة، وهو يحرص أشد الحرص على أن يكون كتابه وجيزاً خفيفاً على قارئه لتنشط إليه نفسه ويقبل عليه قلبه، وينعم بجناه نعيماً خالصاً من كدر السآمة التي يجلبها التطويل والإكثار، فهذا الكتاب يمتاز عن غيره بالإيجاز الشديد، فهو مختصر في فنه كما أنه سديد الآراء يختار أولى الأقاويل وأرجحها عند أهل التفسير واللغة، ولا يجنج للشاذ من الأقوال ولا للمنحول من التفسير، فهذا الكتاب جدير بالعناية والشرح والتحقيق ليكون زاداً لقارئ القرآن ودليلاً له.
يلاحظ حافظ القرآن ومعلمها أن حفظة كتاب الله تتشابه لديهم بعض آياته فربما قرأ البعض منهم آية من سورة وهي على خلاف ما هي عليه في الحقيقة، فزاد فيها أو نقص منها، وهذا الكتاب (التوضيح والبيان في تكرار وتشابه آي القرآن) للشي القارئ عبدالغفور عبدالكريم البنجابي، مهم بابه، ومفيد للحفاظ، وهو يتناول متشابه اللفظ وهذا علم من علوم القرآن الكريم، من أقدم من ألف فيه أبو الحسين أحمد بن جعفر المناوي المتوفى سنة (236) وقد اتبع فيه اسلوب النثر وكذلك فعله مؤلفنا، والنظم أحسن في هذا الباب، لأنه يمكن حفظه، والله اسأل أن يجزل المثوبة للؤلف المبارك علىى ما يقدم في مجال القراءة،
فأن لسان الإسلام الناطق وقاعدته الراسخة واساسه المتين هو القرآن الكريم، فعليه يتوقف إصلاح الأمة الإسلامية في دينها ودنياها، وهو سبيلها إلى العزة الأبدية والفوز العظيم في الدار الآخرة التي فيها معادها، وهو طريقها المستقيم الذي يوصلها إلى السعادة الدائمة في الدنيا التي فيها معاشها، ومنذ نزل القرآن إلى يومنا هذا العلماء لا يتركوا جهداً في الكتابة عن القرآن والمباحثة والمدارسة عنه، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا اليوم دراسة نحوية متصلة بالقرآن الكريم، عن التخريجات النحوية والصرفية لقراءة الأعمش، للدكتور سمير عبدالجواد استاذ اللغويات المساعد في كلية اللغة العربية بالقاهرة، والاهتمام بقراءة الامام سليمان بن مهران الأعمش جديرة بالعناية لأن قليل من يهتم بهذا الموضوع بالذات، والبحث في قراءة الأعمش ليس بالسهل، لأن الائمة الأخرين كتبهم متشرة بعكس الأعمش فإنه لم يترك لنا كتاباً يحمل قراءته ولم يفرد له ذلك، فجمع المؤلف جزاه الله خير القراءة التي وجدها في بطون كتب القراءت والتفاسير، وحاول أن يوفق بين الآراء المختلفة.
فإن القراءات القرآنية كانت وما زالت مهلاً ثرياً ومعيناً لا ينضب لكثير من الدراسات على مستوياتها المختلفة بأنواعها المختلفة، ومن الدراسات والكتب المهمة التي بحثت عن القراءات الشاذة، والقراءت الشواذ لا تقل شأوا عن القراءات السبع المشهورة في الإسهام في الدرس اللغوي عامة وفي الدرس النحوي خاصة، بل ربما رصدت هذه بعض الظواهر النحوية، تقعيداً أو كشفاً أو تفسيراً أو استشهاداً أو احتجاجاً، ومن أشهر المؤلفات في القراءات الشواذ كتاب إعراب القراءات الشاذة، لأبي البقاء العكبري، أعرب من أوّل سورة الفاتحة وحتى آخر سورة الناس، و أعرب كذلك القراءات السبع والقراءات العشر مستعينًا بالآراء النحوية، التي يجوز تخريج تلك القراءات عليها.
القرآن الكريم ميّسر للذكر لمن أقبل عليه، سريع التفلت ممن أعرض عنه ولم يتعاهده بالمدارسة، وذلك لأن القرآن كلام الله، ومن صفات الله عزوجل الإستغناء والكبرياء، فمن استغنى عن القرآن استغنى عنه، ومن هجره تركه القرآن واورّ عنه، فلا محالة إذا عن الخطأ والنسيان وسوء الحفظ، وتداركها بالتعاهد ودوام الاستذكار، والآيات المتشابهات في القرآن الكريم جملة وافرة، وليست كلها مظنة الاشتباه والخطأ، بل الحفاظ يتفاوتون في مقدار ما يقع لكل منهم من الاشتباه على قدر رسوخهم في الحفظ وجاء هذا الكتاب ليس الثغرة عن الحفاظ الذين يجدون صعوبة في المتشابهات، وجمع فيه قواعد وضاوبط المتشابهات وكذلك اشار إلى من كتب عن هذا فالكتاب جدير بالقراءة والمدارسة خاصة للحفاظ.
كتاب "فتح المقفلات لما تضمنه نظم الخرز و الدرة من القراءات" تأليف الشيخ أبو عيد رضوان بن محمد المخللاتي رحمه الله في علم جليل ومهم ألا وهو علم القراءات وقد احتوى على ما تواتر و صح من قراءات الأئمة العشر وجاء المؤلف على التقريب والتسهيل سالكاً في تحرير طرقه أبسط الوسائل، وهو شرح لمنظومة الدرة المضيئة في القراءات الثلاث المرضية، للحافظ الكبير المقرئ شمس الدين أبو الخير ابن الجزري وهذه منظومةٌ في علم القراءات، جمَعَت القراءات الثلاث المتممة للعشر، وهي نظمٌ لِمَا زاده مُصنِّفها من القراءات على كتاب «التيسير» في كتابه «تحبير التيسير». وهي إحدى أهم وأشهر المنظومات التي جمَعَت تلك القراءات الثلاث، ولا تكاد تجِد أحدًا يجمعُ القراءات العشر الصغرى إلا ويحفظها ويستشهِد بها، فالكتاب مهم في بابه وغاية في النفاسة.
لقد حظي كتاب، شرح طيبة النشر في القراءات العشر لإمام الحفاظ وحجة القراء أحمد ابن الجزري بمكانة لامعة بين طلبة العلم الشرعي وخاصة من يحفدون لجمع القراءات، فقد كان مورداً ينهلون من معينه ومرجعاً يهديهم الى الرشاد، حيث تفيض من بين صفحاته معلومات سلسبيلة تروي الضمآن وتنعش الروح وتثلج الصدر وتنير الفكر، سيما وأن المؤلف رحمه الله بيّن بإتقان ملموس وإخلاص مرموق شرحاً برّاقاً لمتن طيبة النشر يتغذى به كل يتغذى به بصر كل مُمَاقِل له، ثم أتى فضيلة الشيخ العلامة علي محمد الضبّاع جزاه الله خيراً وأسدل عليه ثوباً مزركشاً، بالضبط والإيضاح فازداد بهاءً بحلّته النفيسة، وهذا الكتاب لكل من أراد التمكن منه والإستزاده من المعلومات الجمّه والشاملة ان يشبع مقلتيه وحِجَاه من كتاب النشر في القراءات العشر المؤلف رحمه الله تعالى فزيادة مبناه تدل على زيادة معناه والله الموفق لكل خير.
علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك عنى علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللامية الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، فان هذه القصيده. قد جمعت ما تواتر عن الائمة القراء السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وهي أول قصيده في هذا العلم قصد بها مؤلفها تيسير هذا الفن وتقريب حفظه وتسهيل تناوله، و هذه القصيدة فضلاً عن أنها حوت القراءات السبع المتواترة، تعتبر من عيون الشعر، بما اشتملت عليه من عذوبة الالفاظ، ورصانة الأسلوب، وجودة السبك، وحسن الديباجة، وجمال المطلع والمقطع، وروعة المعنى، وسمو التوجيه، وبديع الحكم، وحسن الإرشاد، فلا عجب أن يتلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول، ويعنو بها أعظم عناية، ويتوفروا على شرح ألفاظها وحل رموزها وكشف أسرارها واستخراج دررها...
علم القراءات من اجلّ العلوم قدراً وأرفعها ذكرى وأسماهم مكانة وأبقاها اثراً و لا نغالي إذا قلنا أنه أشرف العلوم الشرعية وأولاها بالإهتمام والرعاية لشدة تعلقه بأشرف الكتب السماوية المنزلة لذلك على علماء الإسلام سلفاً وخلفاً بوضع التآليف المفيدة في هذا العلم، ما بين مطول ومختصر ومختصر ومنظوم وما ومنثور وأحسن المؤلفات المنظومة في هذا العلم، القصيدة اللاميه الموسوم بحرز الأماني للإمام الشاطبي، وهذا الكتاب، شرح لهذه المنظومة التي حولت القراءات السبع المتواترة، وهذا الشرح، لحل ألفاظها ورموزها وكشف أسرارها واستخراج ضررها وجواهرها، وشرح مبسط ميسر يكون بعيداً عن التطويل الممل وعن الإختصار المخل وسماه مؤلفه تقريب المعاني في شرح حرز الاماني في القراءات السبع.
علم القراءات ومعرفة رسم القرآن الكريم وضبطه كما ورد في المصحف العثماني وحافظت عليه سائر البلاد الاسلاميه في كتابة المصاحف القرآنية من عهد الخلفاء الراشدين يعد من أجل العلوم الإسلامية ومن أدقها معرفة ودراية واغزرها علماً، وإن في مقدمة من اهتم بعلم القراءات ورسم القرآن الكريم، واعتنى بتلقينه والكتابه فيه الإمام المقرئ الشهير الفقيه الجليل ابراهيم بن عمر بن خليل بن ابي العباس الجعبري الرباعي الخليلي الذي يعد من كبار فقهاء الشافعية الراسخين، وفي طليعة ائمة الإسلام المحققين، وقد اتفق السلف والخلف وعلى سمو شأنه وبعد غوره وعلو كعبه في تلك العلوم كلها بصفه عامه وعلى نبوغه وتمكنه في علم القراءات بصفه خاصه، وإبرازاً لأهميه التراث العلمي الذي تركه هذا الامام الف المؤلف هذا الكتاب الذي يبّن في منهجه في كتابه وجهوده فيها.
خير ما صُرفت فيه الأعمار خدمة كتاب الله و العلوم التي تخدمه ومن أهم هذه العلوم واجلّها علم القراءات القرآنية، ورغم هذه الأهميه فمازال هذا العلم غامضا على كثير من الناس، فلا يعرف من حدوده وموااضيعه وكتبه وعلماؤه الا القليل، وبل ومازالت كتب القراءات مخطوطة في دور الكتب تنتظر الخروج الى النور لينهل منها طلبة هذا العلم الشريف وغيرهم من طلبة العلم عامه، وكتابنا هذا كتاب "الهادي في القراءات السبع" من الكتب المهمه في هذا العلم من عدة وجوه، تجعله حقيق بان يخرج الى عالم النور، مؤلفه الامام ابو عبد الله محمد بن سفيان الذي كان رأس المدرسة القيراونية الإفريقية وعميدها في زمنه، ومدوّن مذهبها واختياراتها الأدائيه في رواية ورش خاصة وفي القراءات السبعة بعامة، وهذا الكتاب من اقدم الكتب للمغاربه في علم القراءات على الإطلاق وهذا ما يبين أهميته ويجعله حقيقا باي يقرأ، و أعتمده ابن الجزري في كتاب النشر كأصل من أصول كتابه، وهذه الميزة مهمة جداً وذلك لأن كتاب النشر أصبح بعد تاليفه هو الكتاب المعتمد في التلقي وتُؤخذ من خلاله القراءات المتواترة وما خرج عنه عُدّ عند اهل ال...
الأهمية التي أولاها علماء القراءات والعناية البالغة بنظم الشاطبية وأصلها (كتاب التيسير)، وذلك من خلال استخراج الأوجه المقدمة في الأداء في كتبهم المتعلقة بشرح الشاطبية وتحريراتها أو عموم الكتب التي تذكر قراءات القراء المشهورين، والتي في جملتها تتطرق إلى نظم الشاطبية وأصلها باعتبارهما أهم أصل من أصول القراءات والتي حافظت على القراءات القرآنية المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول.إنّ السبب الرئيسي في اعتبار الأوجه المقدمة في الأداء هو الموافقة للطرق التي ذكرها الإمام الداني في كتابه التيسير ومن النظم التي اهتمت بذلك هذا" النظيم الماتع في الأوجه المصدرة للسبعة عند المفرد والجامع" في واحد وخمسين ومائتي بيت، لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسـي، نظمه في بيان الأوجه المقدمة للقراء السبعة ورواتهم.
الكتابة في العلوم الإسلامية، بكافة أشكالها وأنواعها واختصاصها من أنفس ما نتفق فيه الأعمار، وأجلّ ما تصرف فيه الأوقات، وكيف لا يكون الأمر كذلك! فإن مكانة أي كتاب تستمد من مكانة موضوعه، والكتاب الذي بين أيدينا كتاب قراءات القرآن، فهو بها إذا في الذروة، فكتابنا "القواعد المقررة والفوائد المحررة" في القراءات السبع هذا للإمام محمد ابن قاسم البقريّ، كتاب وضعه ليكون كتاباً منهجياً للمبتدئين من طلبة العلم، وقام بالفعل هو بتدريسه لطلبته، واستمر طلابه بتدريسه لطلبتهم إلى يومنا هذا، فكان المؤلف بكتابه المختصر هذا قد أوقف قارئه على بيان أهمّ ما انفرد به كل قارئ من القرّاء السبعة.