إنَّ كتاب الخلاصة في تدبر القرآن الكريم للمؤلف خالد بن عثمان السبت يُعَدُّ من التطبيقات المختصرة التي تسعى إلى تقريب مفهوم تدبر القرآن إلى القارئ العادي والمتعلم، وقد طُبعت الطبعة الأولى عام 1437هـ، ويقع في حوالي إحدى وتسعين صفحة. يتناول المؤلف في هذا العمل موضوع التدبر بمعناه الشرعي، فيعرض أولًا معنى التدبر لغة واصطلاحًا، ثمّ يبيِّن علاقته بالقريب من الألفاظ كالتفسير والتأويل والبيان والفهم، بعد ذلك ينتقل إلى فضله وشرفه ونتائجه العملية، ثم يحدّد أنواعه ومقاصد المتدبرين، ثم يعرض أركان التدبر وشروطه، ويختتم العمل بقائمة من المراجع المعتمدة. منهج المؤلف في عرضه يتميز بالتركيز والاختصار، فهو لا يطيل في الشروح المفتوحة بل يعرض المباحث بشكل مركزٍ مترابط، مستعينًا بالألفاظ الواضحة والأمثلة المناسبة للتوضيح، كما يقارن بين المفاهيم ذات الصلة ليظهر التمييز بينها وبين التدبر. من أهم مميزاته أنه يجمع بين العرض العقدي، اللغوي، والتربوي، مستخدمًا لغة عربية فصيحة دون تكلف، كما أنه استند إلى مراجع معتبرة في علوم القرآن والتفسير، غير أنه لا يدخل في التفاصيل الخلافية أو التوسع الفقهي، مما يجعله مناسبًا لمن لا يرغب في الغوص في التخصصات الدقيقة. إن الفئة المستهدفة من هذا الكتاب هي طلاب العلم، ودارسو القرآن، ومحبو التفكر، بل يمكن أن يصل إلى القارئ المسلم الذي يسعى لربطه بين القرآن وعقله وقلبه، فهو يفيده في تأسيس قاعدة سليمة لفهم النص القرآني والتدبر فيه. القيمة العلمية أو الثقافية التي يضيفها هذا الكتاب تنبع من كونه محاولة لتمكين المستفيد من التمهيد لفهم أعمق، فهو يعبّر عن جسر بين الأصالة في علوم القرآن والملاءمة لتلقّي القارئ المعاصر، ويسهم في إعادة إحياء التدبر كغاية مقصودة في التعلّم القرآني، لا كعملية ثانوية أو عرضية.
غير موجوه الآن