يُعدّ هذا الكتاب دراسة متخصّصة تحمل قيمة علمية ملحوظة في ميدان علوم القراءات، إذ تتّجه إلى تتبُّع «اختيارات الإمام الجعبري» في علم القراءات، وهي القرارات التي اتّخذها من خلال كتابه “كنز المعاني…” وبيانها وتحليلها. يبدأ العمل بمقدمة تعرض سيرة الإمام الجعبري، وتأصيل مكانته في علم القراءات، خصوصًا كأحد الشروحين النمطيين لمنظومة حرز الأماني ووجه التهاني للإمام شمس الدين أبو محمد القاسم بن فرّوة الشاطبي. ثمّ يعرض الباحث خلفيّات البحث وأهمّيته ومنها: أن تتبُّع هذه الاختيارات يقود إلى فهمٍ أعمق لتاريخ القراءة، ولوجه الإمام الجعبري في ضبط الأوجه وبيانها، مما يُثري الأداء القرائي والمقارنة بين المذاهب.
بعد ذلك ينتقل الكتاب إلى المباحث الرئيسة التي يمكن حصرها في ثلاثة: أولاً، تعريف موجز للإمام الجعبري من حيث نسبه ومؤلفاته وموقعه العلمي، وثانيًا، عرض مباشر لاختياراته في أبواب متعددة من علم القراءات – بدأ من «الاستعاذة» إلى «الإدغام الصغير» – حيث يجمع الباحث الأمثلة التي فصلها الإمام الجعبري ضمن كتابه، ويبيّن ما وافق فيها جمهور القرّاء، وما نفرد فيه، وما علّله من الأسباب. ثالثًا، تحليلٌ لمدى علميّة هذه الاختيارات، من حيث سندها، ومدى انتشارها، ومدى تأثيرها على الأداء أو التعليم، مع التقييم العلمي لما استقرّ وما بقي محلّ اجتهاد أو تشكيك.
منهج البحث يتّسم بالدقّة والتحقيق؛ إذ إن الباحث لم يكتفِ بجمع النصوص بل عرضها مرتباً حسب الأبواب، ثم بيّن اختيار الجعبري، ورصده، وربطه بالمصادر الأصلية، مع شرح وجيه لما يدلّ عليه ذلك من منهجه. كذلك نلاحظ أنّه استخدم لغة عربية فصيحة، وأسلوُباً منهجياً منظّماً يسهل على القارئ العلمي الاشتغال عليه، مع فهرسة واضحة ومراجع يُمكن للدارس الرجوع إليها.
من أبرز المميزات الفنية والعلمية لهذا العمل: أولاً، تجميعه لعدد معتبر من اختيارات الجعبري التي لم تكن مشهورة من قبل أو لم تُعرَض بهذا التوثيق، ثانيًا، التزامه بالدقة في النقل والتنقيح، ثالثًا، إدراجه في السياق القرائي – أي لم يعرض الاختيارات منعزلة بل ضمن الإطار القرائي الأوسع – مما يُعزّز الفهم ويجعل المادة مرتبطة بالتلاوة والوجوه. كذلك فإن العمل يخدم الطالب والمعلم والباحث، إذ يشكّل مرجعاً يسمح بفهمٍ منهجيٍّ لكيفيّة تعامل أحد مصنّفي القراءات العِمادين مع النصّ القرآني.
الفئة المستهدفة بهذا الكتاب هي طلاب علم القراءات ودارسو التجويد والمقرئون الذين بلغوا مستوى يريدون فيه التمييز بين الأوجه والاختيارات، وكذلك المعلمون والباحثون الذين يتوجّون إلى دراسة النُّظُم القرائية الأكبر. والقيمة التي يُضيفها هذا العمل إلى ميدان علوم القرآن هي أنه يكشف جانباً من تاريخ القراءة لا يُعرَض عادةً بطريقة تحليلية مبسّطة؛ أي إنه يجعل المتعلّم أو الباحث يدرك أن القراءة ليست مجرد حفظٍ لأسماء؛ بل إن لكلّ قارئ منهجاً في «الاختيار» و«الترجيح» و«التوفيق» بين الأوجه، وبهذا يُثري الأداء القرائي ويعمّق النظر في الأداء النصّي.
فهرس المحتويات
|
الصفحة |
الموضوع |
|
5 |
مقدمة رئيس الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم |
|
7 |
مقدمة المستشار العلمي لمركز تدبر |
|
9 |
المجلس الأول أفلا نتدبر القرآن |
|
17 |
المجلس الثاني |
|
17 |
القرآن من دلائل صدق النبوة |
|
23 |
المجلس الثالث |
|
23 |
من أسرار الاستعاذة |
|
31 |
المجلس الرابع إياك نعبد وإياك نستعين |
|
37 |
المجلس الخامس عظمة الله في ضوء اسمه العليم |
|
43 |
المجلس السادس منهج السلف في تلقي القرآن وتدبره |
|
51 |
المجلس السابع كيف نقرأ سور القرآن ؟ |
|
57 |
المجلس الثامن بين فواتح الآيات وخواتمها |
|
61 |
المجلس التاسع الطلاق الراقي |
|
76 |
المجلس العاشر إن ربي لطيف لما يشاء |
|
75 |
المجلس الحادي عشر واستنارت حياتهم بالقرآن |
|
81 |
المجلس الثاني عشر كيف نقرأ ونستمع لسورة النساء ؟ |
|
87 |
المجلس الثالث عشر اجتنبوا كثيرا من الظن |
|
93 |
المجلس الرابع عشر من أسرار قراءة بعض السور يوم الجمعة |
|
101 |
المجلس الخامس عشر إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر |
|
105 |
المجلس السادس عشر دلالة الاقتران وأثرها في التدبر |
|
109 |
المجلس السابع عشر ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة |
|
117 |
المجلس الثامن عشر ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده |
|
123 |
المجلس التاسع عشر وعباد الرحمن |
|
133 |
المجلس العشرون بصائر تدبرية من سورة القدر |
|
141 |
المجلس الحادي والعشرون |
|
|
مناجاة نبي |
|
147 |
المجلس الثاني والعشرون وإذا سألك عبادي عني فإني قريب |
|
153 |
المجلس الثالث والعشرون ألم يعلم بأن الله يرى |
|
157 |
المجلس الرابع والعشرون ألهنكم التكاثر |
|
163 |
المجلس الخامس والعشرون بلدة طيبة ورب غفور |
|
169 |
المجلس السادس والعشرون الحياء كما تصوره قصة موسى والمرأتين |
|
177 |
المجلس السابع والعشرون هرون أخي |
|
183 |
المجلس الثامن والعشرون إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا |
|
189 |
المجلس التاسع والعشرون وأعرض عن الجاهلين |
|
194 |
المجلس الثلاثون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون |
|
198 |
فهرس المحتويات |