من مقاصد القراءات القرأنية العظيمة سهولة حفظه وتيسير نقله على هذه الأمة؛ إذ هو على هذه الصفة من البلاغة والوجازة، فإنه من يحفظ كلمة ذات أوجه أسهل عليه و أقرب إلى فهمه وأدعي لقبوله من حفظه جملاً من الكلام تؤدي معاني تلك القراءات المختلفات. وهذا المختصر هو في القراءات الثلاث المتممة للعشر أبي جعفر من روايتي ابن وردان وابن جماز و قراءة يعقوب من روايتي رويس وروح عنه، وقراءاة خلف من روايتي إسحاق وإدريس سلك فيها المؤلف مسلك الإمام الحافظ ابن الجزري رضي الله عنه في درته فما خالف فيه أبو جعفر نافعاً ويعقوب أب عمرو وخلف روايته عن سليم عن حمزة ذكره وما وافقوهم فيه مما هو مذكور في الشاطبية تركه طلباً للإختصار.
فهذا كتاب نفيس في القراءات السبع يُنشر أول مرة، ألفه أبو القاسم عبدالوهاب القرطبي، المتوفى سنة 462ھ تكلم في هذا الكتاب المختصر في ما اختلف فيه القراء السبعة المسمون بالمشهورين، دون غيرهم من الأئمة القرّاء، فلخص فيه الأبواب، وقرّب فصوله، ويسّر لكم عبارته، ليكون مفتاحاً للطلاب، ولم يذكر الأسانيد التي أوصلت إلينا هذه القراءات، كراهةً أن يطول بها المختصر، فالكتاب مفيد في بابه ومليئ بالدرر النفيسة، ينبغي لطالب القراءات أن يقرأءه.