هذه الحركة المتنامية في القراءة والإقراء والتدوين أبرزت عدداً من القراء في كل بلد، من بلاد الإسلام كانوا أئمة لغيرهم من القراء، فأخذ قراء بلدهم عنهم القراءة ورووها وتناقلوها كما رووا وتناقلوا عنهم رسم مصاحفهم، في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي كانت مهد السنة النبوية المطهرة برز عدد من علماء الرسم القرآني، وكان القراء السبعة من أبرز قرائها وعلمائها، وقد اتفق العلماء على قراءات هؤلاء القراء فعُرفت بالقراءات السبع، واعتبر الناس ما عادها شاذة، اختلفت مواقف العلماء واللغويين من هذه القراءات الشاذة، لأن بعضها خالف الرسم ولم يخالف العربية، وبعضها لم يخالف الرسم، سيعرض المؤلف في هذا الكتاب لمواقف اللغويين من هذه القراءات الشاذة، نأمل أن يكون في هذا الكتاب فائدة لطلاب علوم القرآن ولسائر المسلمين.
فإن القراءات القرآنية كانت وما زالت مهلاً ثرياً ومعيناً لا ينضب لكثير من الدراسات على مستوياتها المختلفة بأنواعها المختلفة، ومن الدراسات والكتب المهمة التي بحثت عن القراءات الشاذة، والقراءت الشواذ لا تقل شأوا عن القراءات السبع المشهورة في الإسهام في الدرس اللغوي عامة وفي الدرس النحوي خاصة، بل ربما رصدت هذه بعض الظواهر النحوية، تقعيداً أو كشفاً أو تفسيراً أو استشهاداً أو احتجاجاً، ومن أشهر المؤلفات في القراءات الشواذ كتاب إعراب القراءات الشاذة، لأبي البقاء العكبري، أعرب من أوّل سورة الفاتحة وحتى آخر سورة الناس، و أعرب كذلك القراءات السبع والقراءات العشر مستعينًا بالآراء النحوية، التي يجوز تخريج تلك القراءات عليها.