العقد الفريد
تأليف: الفقيه أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي
تحقيق: مفيد محمد قميحة
هذا كتاب ألف في الأدب، تخير مؤلفه جواهره من متخير جواهر الأداب ومحصول جوامع البيان، فكان جوهر الجوهري ولباب اللباب، بذل فيه المؤلف مجهودًا عظيمًا في اختيار ألفاظه وحسن اختصاره، وجعل في صدر كل كتاب منه فرشًا له، وما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء ومأثور عن الحكماء والأدباء، ثم قرن كل جنس منها إلى جنسه، وجعله بابًا على حده، ليستدل للطالب للخبر على موضعه من الكتاب ونظيره من كل باب.
فجاء هذا الكتاب كافيًا شافيًا جامعًا لأكثر المعاني التي تجري على أفواه العامة والخاصة، وتدور على ألسنة الملوك والسوقة، وحلَّى كل كتاب منها بشواهد من الشعر تجانس الأخبار في معانيها، وتوافقها في مذاهبها، وجزأه في خمسة وعشرين كتابًا، كل كتاب منها جزءان، فتلك خمسون جزءًا في خمسة وعشرين كتابًا، وانفرد كل كتاب منها باسم جو...
يَمثّل كتابُ «الفتح والإمالة» للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الدانيّ (ت 444هـ)، بتحقيق أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي وإصداره بدار الفكر (بيروت، 2002م)، حلقةً أصيلةً في مكتبة علوم الأداء؛ إذ يجمع الداني مادّة البابين الصوتيّين «الفتح» و«الإمالة» في بناءٍ محكَم يتدرّج من التأصيل إلى التقسيم التفصيلي، مع فهارس وضبطٍ دقيق، ويقع في نحو 356–358 صفحة بحسب الطبعات. يدور موضوع الكتاب حول تحرير قواعد الإمالة وحدودها وأسبابها ومواضعها، ثم استقراء ما يمال وما لا يمال في القرآن، مصنَّفًا الألفاظ على أوزان الأسماء والأفعال والمقصورات والممدودات، قبل أن ينتقل إلى مسائل مخصوصة كالإمالة في حروف الفواتح، والوقف على الممال، وهاء التأنيث، ومذاهب ورش في إمالة الراءات وترقيق اللامات، مع استحضار طرق القرّاء ونقول الرواة. ويظهر منهج المؤلف في عرض مادته وصفيًّا استقرائيًّا مقارنًا: يذكر الأصل الصوتي والعلّة اللغويّة، ثم يَسوق الشواهد القرآنيّة ويُتبعها ببيان مذاهب الأئمة ورواة كل قارئ، مثل ما رواه الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، ونصير وقتيبة عن الكسائي، مُحرّر...
لا جرم أن كل العلوم التي كانت بعد القرآن الكريم لم تكن إلا من أجل خدمة القرآن الكريم ، فعلوم العربية جميعها ، كان خدمة للقرآن والأصول ، والفقه والحديث ، والقراءات والتجويد ، ومخارج الحروف وصفاتها ،وممن خدم علم القراءات ويخدمه فضيلة الشيخ القارئ المقرئ محمد فهد خاروف ، فقد أصدر عدة كتب تتعلق بعلم القراءات ، ومن خيرة ما كتب هذا الكتاب الذي سيوضع على هامش القرآن فيساعد في معرفة القراءات بأسلوب سهل ، واكتفى بتشكيل الكلمة القرآنية حسب القراءة وبكتابتها كما هي مقروءة على قراءة القارئ ، والمؤلف من الذين أتقنوا وأفنوا أعمارهم في هذا الفن ، وحصل على الإجازات والشهادات المعتبرة ، لأن هذه الأيام كثر كل من هب ودب أن يكتب عن القراءات وهو لا يعرف كوعه من بوعه ، فالشيخخ موثوق بعلميته ، وكتابه هذا واضح العبارة ، سهل الأسلوب ، لطيف المأخذ يفهمه كل من نظر إليه.
يُعَدّ كتابُ «القراءاتِ العَشْر المتواتِرة من طريقي الشاطبيّة والدُّرَّة في هامش القرآن الكريم» من إبداع شيخ القرّاء بالشام محمد كريم راجح، وقد صدر عن دار المهاجر بالمدينة المنوّرة سنة 1994م في نحو ستمئةٍ واثنتَي عشرة صفحة، ليقدّم مصحفًا تعليمـيًّا يضمّ المتن العثماني في المتن الرئيس ويُثبت على الهوامش أوجُه القراءات العشر بأسلوب ييسِّر المقارنة بين روايات نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبي جعفر ويعقوب وخلف، مُعتمدًا على متني الشاطبيّة والدُّرّة وما انبنى عليهما من أسانيد متّصلة؛ إذ قسّم المصحف إلى مباحث تمهيديّة تُعرِّف بأصول علم القراءات وأسماء الأئمة الأربعة عشر ورواتهم، ثمّ فرش الحروف ومواضع الخلاف، مع بيان توجيهاتهـا النحويّة واللغويّة، قبل أن يَستعرض الفروق الأداءيّة في الحركات والمدود والإمالات والنقل وغيرها، مرتِّبًا الهوامش وفق ترقيم آيات الرسم العثماني، وموظِّفًا الرموز والألوان لتمييز كلّ قارئ بوضوح يُعين المتلقّي على تتبّع الاختلاف بلا تشتيت . وقد ان...