العقد الفريد
تأليف: الفقيه أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي
تحقيق: مفيد محمد قميحة
هذا كتاب ألف في الأدب، تخير مؤلفه جواهره من متخير جواهر الأداب ومحصول جوامع البيان، فكان جوهر الجوهري ولباب اللباب، بذل فيه المؤلف مجهودًا عظيمًا في اختيار ألفاظه وحسن اختصاره، وجعل في صدر كل كتاب منه فرشًا له، وما سواه فمأخوذ من أفواه العلماء ومأثور عن الحكماء والأدباء، ثم قرن كل جنس منها إلى جنسه، وجعله بابًا على حده، ليستدل للطالب للخبر على موضعه من الكتاب ونظيره من كل باب.
فجاء هذا الكتاب كافيًا شافيًا جامعًا لأكثر المعاني التي تجري على أفواه العامة والخاصة، وتدور على ألسنة الملوك والسوقة، وحلَّى كل كتاب منها بشواهد من الشعر تجانس الأخبار في معانيها، وتوافقها في مذاهبها، وجزأه في خمسة وعشرين كتابًا، كل كتاب منها جزءان، فتلك خمسون جزءًا في خمسة وعشرين كتابًا، وانفرد كل كتاب منها باسم جو...
لا جرم أن كل العلوم التي كانت بعد القرآن الكريم لم تكن إلا من أجل خدمة القرآن الكريم ، فعلوم العربية جميعها ، كان خدمة للقرآن والأصول ، والفقه والحديث ، والقراءات والتجويد ، ومخارج الحروف وصفاتها ،وممن خدم علم القراءات ويخدمه فضيلة الشيخ القارئ المقرئ محمد فهد خاروف ، فقد أصدر عدة كتب تتعلق بعلم القراءات ، ومن خيرة ما كتب هذا الكتاب الذي سيوضع على هامش القرآن فيساعد في معرفة القراءات بأسلوب سهل ، واكتفى بتشكيل الكلمة القرآنية حسب القراءة وبكتابتها كما هي مقروءة على قراءة القارئ ، والمؤلف من الذين أتقنوا وأفنوا أعمارهم في هذا الفن ، وحصل على الإجازات والشهادات المعتبرة ، لأن هذه الأيام كثر كل من هب ودب أن يكتب عن القراءات وهو لا يعرف كوعه من بوعه ، فالشيخخ موثوق بعلميته ، وكتابه هذا واضح العبارة ، سهل الأسلوب ، لطيف المأخذ يفهمه كل من نظر إليه.