هذه الرسالة قد تراها قليلة الصفحات صغيرة الحجم ولكنها كثيرة الفوائد والفرائد غزيرة المعاني من رجل أفنى عمره في العلم وقلمه السيال ولغته العالية تشهد طول باعه وتبحره العلمي إنه فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله فقد كتب في هذا الكتيب عن روؤس المسائل لبدع جهلة القراء التي نبه عليه المتقدمون ، وعنيت بالبحث ما اتسع انتشاره وهو التمايل عند القراءة من القارئ والسامع، وما أحدثه المعاصرون وهو في قالبين: تعبد القراء في تقليد قارئ آخر في قراءة القرآن داخل الصلاة أو خارجها، لجدة حدوثه وشدة الولوع به، وكذلك تحدث عن عدول الخطباء عن المشروع في قراءة صلاة الجمعة إلى ما يراه الامام مناسباً مع موضوع الخطبة.
جاء هذا الكتاب وافياً شاملاً وملبياً لحاجة ماسة ، كان يستشعرها العلماء المختصون والباحثون المهتمون وشُداة الثقافة الإسلامية في هذا الفرع من العلم التي غفل عنه الناس ، خاصة ما يتعلق بالجوانب التاريخية المرتبطة بانتقال القراءات من المشرق إلى المغرب ، بالمفهوم الجغرافي الواسع الذي يشمل الغرب الإسلامي كله ، والتعريف بالقراء في هذا الجزء من العالم الإسلامي في مراحل تاريخية متعاقبة ، وبما خلفوه من مصنفات ورسائل علمية أغنوا بها المكتبة القرآنية بزادٍ من المعرفة يشهد لهم بعلو كعبهم في هذا الحقل العلمي على وجه الخصوص، وخاصة كتبه رجل بارع في التاليف ومعروف في الأوساط العلمية وكتبه تدل على تبحره وموسوعيتيه العلمية.