لا جرم أن كل العلوم التي كانت بعد القرآن الكريم لم تكن إلا من أجل خدمة القرآن الكريم ، فعلوم العربية جميعها ، كان خدمة للقرآن والأصول ، والفقه والحديث ، والقراءات والتجويد ، ومخارج الحروف وصفاتها ،وممن خدم علم القراءات ويخدمه فضيلة الشيخ القارئ المقرئ محمد فهد خاروف ، فقد أصدر عدة كتب تتعلق بعلم القراءات ، ومن خيرة ما كتب هذا الكتاب الذي سيوضع على هامش القرآن فيساعد في معرفة القراءات بأسلوب سهل ، واكتفى بتشكيل الكلمة القرآنية حسب القراءة وبكتابتها كما هي مقروءة على قراءة القارئ ، والمؤلف من الذين أتقنوا وأفنوا أعمارهم في هذا الفن ، وحصل على الإجازات والشهادات المعتبرة ، لأن هذه الأيام كثر كل من هب ودب أن يكتب عن القراءات وهو لا يعرف كوعه من بوعه ، فالشيخخ موثوق بعلميته ، وكتابه هذا واضح العبارة ، سهل الأسلوب ، لطيف المأخذ يفهمه كل من نظر إليه.
هذا البحث النفيس لشيخ عموم المقارئ المصرية الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي يدور حول القراءات القرآنية الواردة في السنة الشريفة ، وقد قسمه في ثلاثة مباحث : المبحث الأول: حول تعريف السنة ، وحجيتها ، والصلة بينها وبين الكتاب وحفظ السنة ونشرها.المبحث الثاني:عن جمع القرآن وتدوينه ، والحديث عن القراءات وضوابطها. المبحث الثالث:في بيان اشتمال السنة على القراءات ثم بيان تلك القراءات الواردة في السنة الشريفة من حيث التواتر من عدمه وذلك خلال المصادر الرئيسية لكتب السنة وعلوم القرآن، فالكتاب مع قلة الصفحات ولكنه كثير الفوائد والفرائد والمعلومات الثمينة والسمينة.