هذا كتاب ((تقريب النشر في القراءات العشر)) للإمام المقرئ ابن الجزري الشافعي الدمشقي ، وهذا الكتاب مختصر كتاب ((النشر في القراءات العشر)) له وسماه ((التقريب)) ، وهو الجامع لجميع طرق العشرة في القراءة لم يسبق إلى مثله.يقول المؤلف في مقدمته : "وبعد فلما كان كتابي ((نشر القراءات العشر )) مما عرف قدره واشتهر بين الطلبة ذكره ، ولم يسع احداً منهم تركه ولا هجره ، غير أنه في الإسهاب والإطناب ربما عز تناوله على بعض الأصحاب ، وعسر تحصيله على كثير من الطلاب ، التمس مني أن أقربه وأيسره واقتصره على ما فيه ممن الخلاف ، فاختصره لثقل لفظه ويسهل حفظه ويروق رشفه ويهون كشفه ويكون نشراً للطيبة وبشرى لكلماته الطيبة".
تأليف هذا الكتاب جاء نتيجة للشبه التى أثارها بعض الناس فى عصر المؤلف حول تمكين المد فى " آتى وآمن وآدم " وأشباهها ، فذكر المؤلف أن قوما اعترضوا على الطلبة المبتدئين فى مد ذلك ، فيلبسون عليهم قراءتهم ، ويورثونهم الشك فيما قرءوا به ، ووجه اعتراضهم أن من مد هذه الكلمات فإنه يخرجها من حيز الخبر إلى حيز الإستفهام ، وبين المؤلف فساد هذا الرأى فتأليف هذا الكتاب كان لحاجة ماسة فى عصر المؤلف ، ولم يكن من باب الترف العلمى الذى يوحى به عنوان الكتاب ابتداءا ، ويبدوا أن تلك الاعترضات التى أثيرت حول هذا الموضوع قد تركت أثارا عملية على طلبة القرآن ، فشككتهم فى صحة قراءتهم ، فكان لابد من مثل هذا الكتاب الذى يضع حدا لتلك البلبله التى أثارها أولئك المعترضون على تمكين المد فى مثل هذه الكلمات .