هذا الكتاب للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ثمرة ربع قرن من الدراسة والتدريس والبحث والتاليف، جاء هذا الكتاب في ثلاثة فصول ، ضم الفصل الأول ثلاثة أبحاث تتعلق بعلم القراءات منها: أصل القراءات القرآنية بين حقائق التاريخ ودعاوى المُبطلين ، الإختيار في قراءة القرآن ، علم القراءة بين الرواية والدراية.وضم الفصل الثاني أربعة أبحاث تتعلق بالمصحف الشريف ورسمه وطباعته ، وضم الفصل الثالث ثلاثة أبحاث في إعجاز القرآن الكريم، من أبحاثها : مناهج العلماء في دراسة إعجاز القرآن ، الإعجاز العددي ، وغيرها من الأبحاث الجديرة بالعناية فالكاتب أفنى عمره في مثل هذه المباحث فلا ضير أنها ستكون وجبة شهية للمتخصصين والمتخصصات.
إن علم القراءات القرآنية من أجلّ العلوم الشرعية ، لتعلقه بكتاب الله سبحانه وتعالى ، وقد قصرت همم طلاب العلم عن دراسة العلم الكريم ، فاندرس أو كاد يندرس ، أفرد المؤلف هذا الكتاب خصوصاً في القراءات التي لم تفرد بمؤلف ، كقراءة شعبة عن عاصم مثلاً ، وقد انتشرت قراءةُ حفص عن عاصم ولله الحمد انتشاراً كبير بين الناس ، إلا في بعض البلاد المغربية وبعض بلاد افريقيا ، الذين لا يقرءون برواية حفص عن عاصم ، ولما كان شعبة هو صاحب حفص في الأخذ عن عاصم ، وبحروف وأوجه مختلفة ، فوضع المؤلف هذا الكتاب ليتعرف طالب علم القراءات على هذه القراءة المتواترة ، وبيّن فيه المؤلف منهج شعبة التي خالف فيها حفصاً في القراةء ، وقد ترجم للإمام شعبة ترجمة وافية.
إن (علم النقط والشكل) حظي بعناية علماء العربية الأوائل والعلماء بالقرآن الكريم ، ويكاد هذا العلم يكون من العلوم المنسية في زماننا عند المشتغلين بعلوم اللغة العربية ، لشعورهم بانتفاء الحاجة إلى مباحثه ، وانحصرت العناية به عند العلماء بالقرآن المهتمين برسمه وضبطه ، فجاء المؤلف وتحدث عن نشأة علم النقط والشكل ، ويقدم قائمة بأشهر مؤلفاته ، ويذكر أهم العلامات في الكتابة العربية وتتبع تطورها وتاريخ استعمالها ، وفي القسم الثاني تكلم عن أخبار كتاب أبي حاتم السجستاني في النقط والشكل ، ورصد ما بقي من نصوصه ، وتحقيقها ، وتحليل مضامينها، وفي القسم الثالث تكلم عن كتاب النقط والشكل لابن السراج.
القرآن الكريم هو مصباح النور ، ومشعل الهداية ومنهاج الرحمة ومصدر الخير والبركة ، وعلم القراءات من العلوم الشريفة التي نالت اهتمام العلماء ، فهذا الكتاب المسمى ب "التجريد لبغية المريد في القراءات السبع لأبي القاسم عبدالرحمن المعروف بابان الفحام الصقلي المقرئ المتوفى سنة 516 ھ وهذا الكتاب ألفه المؤلف على طلب أحد تلامذته ، واعتمد فيه المؤلف على أصول قراءاته ، شارحاً له تأديه رواياته ، وجمع فيه الكثير باللفظ اليسير والأسهل بدلاً من الأصعب ، والأقرب من الأبعد ، واقتصر بالايجاز والاختصار ، رغبة في الحفظ وخوف الملل لعدم الطالببين وقلة الراغبين ، وذكر أسانيده إلى كل راوٍ من القراء السبعة ، وتكلم عن الأصول والفرش.
لقد اهتم العلماء بالقرآن وخاصة في إخراج الحروف من مخارجها الحقيقية بعلم التجويد ، وكتاب ((الطرازات المعلمة)) هو واحد من كتب التجويد المهمة ، وتكمن أهمية في أنه يشرح منظومة ابن الجزري التي حظيت باهتمام كبير من لدن علماء التجويد ، ولعل أبسط دليل على ذلك هو كثرة الشروحات التي شرحتها والتي والتي كان من بينها كتاب الطرازات ، وهو ثاني الشروح التي وضعت على المقدمة الجزرية من حيث القدم ، ولم يسبقه إلا شرح واحد هو شرح ابن الناظم أبي بكر أحمد بن محمد الجزري.
هذه الرسالة المسماة (إمعان النظر في نظام الآي والسور) ، وكفى بهذا الاسم دلالةً على نوعية الرسالة وعلى محتوياتها وأهدافها ، فقد أراد بها كاتبها أن يُجلي للناس فكرة نظام الآيات ورباطها ،ويلفت الأنظار إلى أهميتها وأبعادها ، ويرشد إلى القواعد والمبادئ التي إذا التزم بها الباحث كان قَمناً أن ينال مبتغاه من غير تعب ولا نصب ولا كلال ، وكان قَمنا أن يبلغ غايته النبيلة السامية من نظام الآيات والسور وما أودع فيه من علوم وحكم وعبر.
العناية بعلم التجويد من العناية بالقرآن العظيم لأنه به يتعلم كيفية قرائتها ، والكتاب الذي بين أيدينا اليوم هو كتاب (تحفة الطالبين في تجويد كتاب رب العالمين) للشيخ منصور بن عيسى غازي السمانودي من كتب علم التجويد ، حرص فيه مؤلفه على تقريب قواعد هذا العلم من المتعلمين ، فجعله دليلاً للمتعلم من حين بدئه بالقراءة مفتتحاً بالاستعاذة والبسملة ، إلى إنتهائه بختم القرآن ، وعلى الرغم من تأخر سنة تأليفه ، إلا أنه تضمن قواعد علم التجويد بأسلوب واضح ، لأنه لم يكن شرحاً لكتاب أو منظومة ، وهو ما غلب على مؤلفات هذه الحقبة ، وإنما كا تأليفاً جديداً لخص فيه المؤلف موضوعات التجويد ، مع عناية بعدد من الموضوعات الأخرى التي لها علاقة بالتجويد ، مثل رسم المصحف والوقف والإبتداء.
تعاني مكتبتنا الإسلامية نقصاُ كبيراً في الدراسات الصوتية ، فلا يزال هذا اللون من الدراسات يتعثر في بلادنا تعثراً واضحاً ،والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب (جهد المقل) لمحمد بن أبي بكر المرعشلي الملقب بساجقلي زاده ، ويضم هذا الكتاب آراء وتحليلات دقيقة للغاية للعديد من الظواهر الصوتية ، ولِما تمتع به مؤلفه من ثقافة واسعة ، وفهم عميق لحقيقة الصوت ، فالواقع إن تحليلات المرعشلي تنم عن تصور يتلاءم تماماً مع ما توصل إليه العلماء في العصر الحديث ، فرغم اعتماده وسائل يسيرة إلا أن نتائجه كانت مذهلة.
كتب توجيه القراءات من الكتب التي غفل عنه المختصون ، فينبغي محاولة الرجوع ، والنهل من علمه ، والكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب الحجج في توجية القراءات ، لأبو معشر الطبري (ت478ھ) وهذا الكتاب غير معروف لدى المشتغلين بكتب القراءات ، كما أن الذين اعتنوا بكتب أبو معشر الطبري لم يذكروه بين مؤلفاته ، وهذا الكتاب عن توجيه القراءات ، والاحتجاج لها ، فقد ذكر فيه القراءات ووجها ، فالكتاب مفيد في بابه ونادر في مقاله.
يعد علم التجويد احد أهم العلوم القرآنية التي أهتم بها علماء الأمة بحثاً ودراسة وتحقيقاً، نثراً وشعراً، وبما أن هذا العلم تأخر في ظهوره ونشأته قرنين من الزمن تقريباً، إلا أنه فاق كثيراً من العلوم الأخرى، وعلى الرغم من ظهور مجموعة من الكتب المحققة في عصرنا الحاضر إلا أن المكتبة العربية لا تزال تعاني نقصاً واضحاً في المصادر التي تبحث في علم الدراسات الصوتية، ولاتزال الحاجة أيضاً تدعوا إلى تحقيق ونشر الكثير من هذه الكتب لا سيما أن بعضاً منها يحتل مكانة متميزة في هذا المجال، والكتاب الذي بين أيدينا "المفيد في علم التجويد" من الكتب المهمة والنافعة لأن الكتاب ألف في الفترة الزمنية التي أعقبت عصر ابن الجزري، مما يتيح الفرصة للاطلاع على الحقبة الزمنية، وما لها من أهمية كبيرة في تطور هذا العلم، وكون هذا الكتاب تضمن قواعد علم التجويد بأسلوب سهل وواضح، وذلك لأنه لك يكن حاشية أو شرحاً لكتاب، بل كان كتاباً مفردا يضم موضوعات علم التجويد بطريقة ملخصة.
القراءات القرآنية مرتبطة ارتباطا وثيقاً بنزول القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقريء الصحابة رضي الله عنهم بهذه الأحرف، وكل واحد منهم يأخذ القراءة، ويقرأ ويُقريء، بحسب ما تعلم، وانتشر الصحابة في الأمصار وتلقى منهم التابعون هذه الأحرف، وأخذ الأئمة عن التابعين حتى وصلت إلى ومن التدوين، وإحياء لهذا العلم الجليل والفن الدقيق في الأردن قامت جامعة البلقاء التطبقية بعمان بفتح قسم مختص في القراءات القرآنية وهذا الكتاب تم تأليفها وترتيبها من اللجنة المختصة مع ثلة من المختصين في هذا الشأن شعوراً منها بضرورة الإسهام في علم القراءات في عصرا بالاختصار والتنظيم والترتيب، وتبسيط العبارة للناشئين من طلبة علم القراءات بصورة علمية منهجية بالاستفادة من الميراث العظيم، فشرحوا فيها منظمة الشاطبية والدرة للامام ابن الجزرية المعروفة في هذا الفن، بشرح مباشر من غير تعقيد، وتححقيق القول في مسائل المنظومتين وغيرهما من الفوائد التي سيعرفها القارئ أثناء القراءة.
هذا الكتاب هو شرح لمتن (السلسبيل الشافي) وهو متن من الشعر يوضح أحكام التجويد على رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية ، تأليف شيخ القراء الشيخ عثمان سليمان مراد ، ويقع هذا النظم المبارك في مائتين وثمانية وستين بيتاً ، وهو يتميز بالسهولة والوضوح والاستفادة من العلماء السابقين واللاحقين في علم التجويد ، فشرح الأبيات بطريقة سهلة ميسرة على المبتدئين في تعلم هذا العلم الذي أوجبه الله على كل قادر.
علم القراءات مما غفل عنه طلبة العلم وبعض الخواص فضلاً عن العوام وإذا قرأت في أحد المساجد بقراءة لخرج لك من يدعي العلم منكراً على هذا بل قد يتطاول ويحكم عليك بما يجهله ، فينبغي لنا في هذا العصر أن نكثف الجهود في إحياء هذا العلم المندرس ، ومن تلك المحاولات الجادة كتابنا الذي بيد أيدينا وهوبعنوان (مقدمات في علم القراءت) لثلاث مؤلفين متخصصين ، الكتب التي ألفت في هذا الباب كثيرة جدا ، وفيها فوائد قيمة ، ومباحث نافعة ، ومعلومات طيبة ، ولكن الذي يميز هذا الكتاب :أنه كتاب منهجي أعدّ وفق الخطة التدريسية لمادة (مدخل إلى القراءات القرآنية) التي تدرس في بعض الجامعات والكليات ، وثانياً: أنه أضاف كثيراً من الإضافات النوعية فيما يتعلق بمحتوى المادة العلمية التي يحسن أن يدرسها الطلبة ويلموا بمعرفتها.