يُعدُّ كتاب «أخلاق حملة القرآن» عملاً تربويًّا وأخلاقيًّا مهمًّا للإمام الحافظ أبي بكر الأجري البغدادي، صدر عن دار عمار للنشر والتوزيع، ويتألف من حوالي 148 صفحة.  موضوع الكتاب هو بيان الأخلاق والآداب التي ينبغي أن يتحلّى بها من حمل القرآن – من يقرأه، يعلمه، يتدارسه، يجالس أهل القرآن – مع التوسع في ذكر مظاهر سلوكياته الحميدة، وتعظيم مكتسبات القرآن في النفوس، ومحاذير الانقاص من شانه بالإهمال أو الرياء أو غيرها مما يُخالف مقامه. في عرضه يستخدم المؤلف منهجًا تأصيليًّا تربويًّا أخلاقيًّا، يجمع بين النقل من كتب العلماء والآثار، وبين التأمل والتوجيه النفسي الأخلاقي، مع تدعيم النصوص بالأمثلة عند الحاجة، وتنظيم الكتب ببنود بليغة تيسر على القارئ إدراك الحقوق والواجبات المرتبطة بالقرآن. من أبرز المميزات الفنية والعلمية للكتاب لغته العربية الفصيحة الواضحة، والأسلوب المنظم الذي يبدأ بتقديم حياة المؤلف الثقافية، ثم تحديد الموضوع ومنهج التحقيق، وصولًا إلى نصوص الأدب الأخلاقي في أبواب متسلسلة، كما اهتمامه بتحقيق النص مع ذكر مصادره، وإسهامه في عمق المحتوى من حيث الجمع بين الأخلاق والحديث والقرآن وبيان كيف يكون المقرئ مخلصًا وواعًا. الفئة المستهدفة هم جميع المهتمين بحِفظ القرآن وتعليمه وتجويده، من قراء ومعلِّمين وطلبة علم وعُلماء، وكذلك كل من يرغب في تزكية النفس وتقويم السلوك المرتبط بالقرآن؛ إذ يجدون في هذا الكتاب ما يعينهم على الاستقامة والسلوك اللائق بمقام الكتاب الكريم. أما القيمة العلمية والثقافية التي يضيفها الكتاب فهي كبيرة، فقد ساهم في ملء فراغ في أدب الإسلام الأخلاقي المرتبط بحملة القرآن، بربط التربية القرآنية بالأخلاق الإسلامية الصحيحة، وتذكرة بأن القرآن ليس مجرد قراءة أو حفظ، بل مشروع سلوكٍ وتربية، مما يجعله مرجعًا للتربية القرآنية في المساجد والمراكز والكُتَن التعليمية، وإضافة يُستدعى في الدراسات الربّانية التي تربط بين القرآن والسلوك.