عالج الباحث في هذه الرسالة موضوع القراءات المتواترة التي تناولها محمد بن جرير الطبري في تفسيره العظيم الذي هو مرجع لكل باحث وقد تناول فيه جانبيين رئيسيين هما : إنكاره تواتر بعض القراءات وتفضيل بعضها على بعض، وتوصل فيها الباحث أن ما صدر عن الطبري هو من باب الخطأ أو النسيان لا العمد المقصود ، كما بينت هذه الرسالة مصدر القراءات وبينت اختلافها وأسبابه كما تناولت فواءد اختلاف القراءات وأنواع اختلافها والفرق بين القراءات والتجويد، اراد الباحث من هذه الرسالة سد الفجوة التي قد يستغلها الملحد أو المستشرق من هذه الملاحظات، فالكتاب يفتق العقل ويفتح عين القارئ لما قد يستغله أعداء الإسلام.
هذا الكتاب فيه رد على المشترق جولد زيهر الذي كان يتعمد الطعن مع سعة إطلاعه ، ويكابر مع وضوح الحق ، ولما ترجم كتابه (مذاهب التفسير الاسلامي ) وجدناه مصدرا بالطعن في نص القرآن بأنه كثير الاضطراب ، وإنما أوقعه في هذا المنزلق الخطير عدم فهمه للقراءات ، أو مكابرته واغماضه عن حقيقتها ، وتجاهله لأسرارها فجاء هذا الكتاب الذي كتبه الشيخ العلامة عبدالفتاح القاضي رئيس قسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة ، ورئيس لجنة تصحيح المصاحف بمصر ، وهو ممن علماء هذا الفن المحققين فقد ناقش فضيلته (المسشترق جولد زيهر) بأسلوب علمي قوي واضح ، مبرزا حقائق القراءات القرآنية وأسرارها بروح العالم المحقق مبيناً أن لكل قراءة معنى ، وأن تلك الأوجه من المعاني غير متضاربة بل هي نوع من التنوع المحمود في البلاغة.
القرآن الكريم هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة الكبرى، الذي أعجز الله جل وعز به الفصحاء والبلغاء، وأهل العلم والفكر، به أحيا الله القلوب، وأنار البصيرة، وأخرج الأمة من الجهل والرذيلة والشرك، إلى الهدى والفضيلة والإيمان واليقين، فالكتاب الذي بين أيدينا تدلل دلالة واضحة على عناية العلماء بالقرآن، فالكتاب بعنوان "التنوير في ما زاده النشر على الحرز والتيسير للأئمة السبعة البدور" للإمام شہاب الدین أحمد بن أحمد بن بدر الدین الطیبی الشافعی، فقد ساهم في دمة القرآن الكريم بنظم أفرده لذكر زيادات كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري على ما اُتي في كتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني، وحرز الأماني(الشاطبي) للشاطبي، للقراء السبعة، في الأصول والفرش، فكانت قصييدة جزلة الألفاظ ، حسنة السبك، حوت ما أراد ناظمها.
الكتاب الذي بين أيدينا هو من أمهات كتب القراءات القرآنية كتاب التجريد لبغية المريد في القراءات السبع للأستاذ الشيخ عبدالرحمن بن عتيق ابن خلف أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي سعيد الصقلي المتوفى 516ھ المعروف في القراءة بالتجويد، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالإسكندرية علوا ومعرفة، أعلم الناس بالقراءات بالمشرق و المغرب في ذلك الزمن، كان حافظاً للقراءات كالفاتحة، فالكتاب مهم في بابه وجيد في فنه، وفوائده جمه وتعليقات المحقق وحواشيه غاية في النفاسة وبتحقيقه هذا أخذ درجة الماجستير، وفي الكتاب ستجد القراءات المتنوعة المختلفة بترتيب جميل وأسلوب سهل سلس وممتع جدير بالإعتناء والقراءة والمدارسة.