علم القراءات ومعرفة رسم القرآن الكريم وضبطه كما ورد في المصحف العثماني وحافظت عليه سائر البلاد الاسلاميه في كتابة المصاحف القرآنية من عهد الخلفاء الراشدين يعد من أجل العلوم الإسلامية ومن أدقها معرفة ودراية واغزرها علماً، وإن في مقدمة من اهتم بعلم القراءات ورسم القرآن الكريم، واعتنى بتلقينه والكتابه فيه الإمام المقرئ الشهير الفقيه الجليل ابراهيم بن عمر بن خليل بن ابي العباس الجعبري الرباعي الخليلي الذي يعد من كبار فقهاء الشافعية الراسخين، وفي طليعة ائمة الإسلام المحققين، وقد اتفق السلف والخلف وعلى سمو شأنه وبعد غوره وعلو كعبه في تلك العلوم كلها بصفه عامه وعلى نبوغه وتمكنه في علم القراءات بصفه خاصه، وإبرازاً لأهميه التراث العلمي الذي تركه هذا الامام الف المؤلف هذا الكتاب الذي يبّن في منهجه في كتابه وجهوده فيها.
تلاوة القرآن الكريم عبادة جليلة وقربة عظيمة ، ولا يخفى أهمية تلاوة القرآن مرتلاً مجوّداً كما نقل إلينا بالتواتر ، ومن حق التلاوة تجويد الحروف وأداء الفاظ القرآن الكريم على الصفة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء هذا الكتاب ليقرب البعيد ولتسهيل ما يظن أنه صعب ، وكان من شرف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد العناية المتميزة بالقرآن الكريم وعلومه ، من خلال ما يضطلع به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من طباعة القرآن الكريم ،ونشر علومه المعينة على تلاوته وفهمه ، فرأت أهمية تقريب (علم التجويد) وتيسيره على المبتدئين بكتاب وجيز يشتمل على أهم مبادئ هذا العلم وأصوله ، قام بتأليفه لجنة مختصة من أهل العلم ، فشكر الله لهم ما قاموا به من خدمة جليلة ، وتسهيل لهذا العلم المبارك ، وتبسيط مسائله لعامة المتعلمين.
هذا الكتاب الذي جاء في تسميته ب((الدليل)) فإن غاية ما يرمي إليه فعلاً، أن يكون دليلاً للطالبين من قراء و مقرئين، ويضع بين أيديهم أصول رواية أبي سعيد لمقرأ الإمام نافع المدني من طريق يعقوب الأزرق، فذكر الأساتذة الذين ألفوا هذا الكتاب الجليل مدخلاً للرواية وأرخ لها رحلتها من المشرق إلى المغرب العربي في محاولة لكشف العوامل الذاتية والموضوعية وراء ذلك، والمدخل في معظمه جديد، إذ لم يعهد فيما صنف في رواية ورش أن يقدم لها بمثل هذا المدخل التاريخي الإسنادي الموسع، وتكلم فيه عن الأحكام المطردة في أبواب الرواية، وألحقه بلمحق للدليل بمباحثه الثلاث، مبحث مخارج الحروف ومبحث في تحريرات الأوجه المقروء بها من طريق الأزرق في حال الجمع والإفراد،ومبحث في وقوف الإمام الهبطي للتخفيف من غلواء التضعيف لبعضها من البعض.
الكتاب الموسوم بالآداب والمنح الربانيه في أصول الشاطبية والدره المضيئة للشيخ قدري بن محمد بن عبد الوهاب بن إسماعيل حفظه الله، ستجد في هذا الكتاب الجامع سهل المأخذ ومتناسقا في ترتيبه فقد اعتمد فيه الشيخ على الله وحده ثم على امّات الكتب المعتمده المطول منها والمختصر، وقد جمع هذا الكتاب آداباً كريمة و اخلاقاً رفيعة ومواعظ بليغة و اهدافاً تربوية، كما أنه وضح فيه اصطلاحات الشاطبية التي ذكرها الإمام الشاطبي رحمه الله فجاء الكتاب على غاية في تسهيل مقدمة الشاطبية مع ذكر الأمثلة على ذلك، ثم قام الشيخ حفظه الله بذكر أصول القراء العشر من طريقي الشاطبية والدره المضيئه في ذكر الدليل فأحسن وأجاد وأتقن وافاد وأوضح المراد، و إني أنصح إخواني من طلبة العلم بالاهتمام بهذا الكتاب ودراسته والعنايه به.
منح الفريدة الحمصية
فى شرح القصيدة الحُصَرية
فى قراءة الإمام نافع
لابن عظيمة الإشبيلى ( ت 543 ه)
دراسة وتحقيق الأستاذ
توفيق العبقرى
يهدف هذا الكتاب إلى رسم القواعد التجويدية ، وتوضيح الأصول الآدائية لرواية ورش عن نافع من خلال " القصيدة الحُصَرية " وشرحها الذى يعد من أوئل شروح هذه القصيدة ، فليس بين ابن الطفيل " شارح القصيدة "والحصري "مؤلفها " غير شخص واحد وهو " ابن بليمة " صاحب تلخيص العبارات .
وقد قسم المحقق البحث إلى تمهيد وقسمين :
أما التمهيد حاول من خلاله التوطئة لموضوع التأليف فى قراءة الإمام نافع .
وأما القسم الأول : ذكر فىه سىرة الناظم ( الحصرى ) ، و قصيدته الحصرية ، وقيمتها العلمية ، ومنهج الناظم فيها ، ونسبتها للمؤلف ، وأثرها .،
وأما القسم الثانى : ذكر فيه سيرة الشارح ، وتناول الشرح بالتحقيق .