لكل راغب في علم التجويد والقراءات ، وطالب علم التفسير والدرايات نقدم هذه الرسالة ، ففيها تعريف بحروف التهجي بأوائل السور التسع والعشرين ، وذكر فيها فواتح السور المذكورة في علم التجويد وعلم الفواصل ، وعن فواتح السور في القراءات العشر والأربع الزائدة عليها ، فواتح السور في أقوال علماء التفسير، فالكتاب جميل في فنه وفريد في موضوعه وهذه الفواتح حيرت العلماء وأعجزت الفصحاء ، ورجح شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن الكريم وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله ، هذا مع أنه مركبٌ من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها.
تلاوة القرآن كما أنزله الرحمن من أعظم الطاعات وأعلاها، ولا يكون ذلك إلا بمراعاة قواعد التجويد وتعلم كيف يُقرأ القرآن الكريم، وقد صنف العلماء قديماً وحديثاً الكثير من الكتب ما بين كبير في مجلدات، وكان من أعظم ما ألف بركة، وأنفع ما تداوله طلاب علم التجويد أثرا المنظومة المسماة بالجزرية لشيخ الإسلام وعالم الأنام والقراء والمقرئين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري رضي الله عنه، ومنذ أن ألفت الجزرية تلقفها الطلاب والعلماء وطارت كل مطار فهي ما بين حافظ لها وشارح، حتى لقد قُررت على الطلاب في المعاهد والكليات، وحلقات التحقيظ القرآن وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وممن اعتنى بها وشرحها وبيّن دقائقها وحل ألغازها الشيخ عبدالباسط هاشم المسند الكبير المعروف، ففي هذا الشرح علم غزير وفوائد لا تكاد توجد إلا بها.
خير ما صرفت فيه الأعمار ، وبذلت في سبيله النفائس كتاب الله تعالى والعلوم التي تخدمه وتبينه ومنها علم القراءات وهو علم له أهميته في علوم الشريعة ، ولأهمية شروح الدرة المضية في القراءات الثلاث المتممة للعشرة نقدم كتاب (شرح السمنودي على متن الدرة) فقد استعان مصنفه بما سبقه من شروح مثل شرح الرميلي والزبيدي والنويري ، ونهج مصنفه نهجاً مميزاً فقد شرح البيت بأسلوب سلس ، ولم يتعرض للإعراب بل اهتم بفك الرموز وتوضيح القراءة ، مبيناً ما وافق القراء الثلاثة أبو جعفر ويعقوب وخلف أصولهم وما خالفوهم فيه ، وقد علل للقراءة ، وهذا الشرح لا غنى للمتعلم من اقتنائه.
من أهم الأشياء التي ينبغي أن يصرف فيها المسلم وقته هو مع كلام ربه ، وفي تدبره ، وتفكره ، وأن يقراءه بمختلف القراءات التي أنزلت فيه ، وفي الآونة الأخيرة بدأ طلاب العلم خاصة يهتمون به ، ومن هذه الكتب كتاب (الكفاية الكبرى في القراءات العشر) للإمام أبي العز محمد ابن الحسين بن بندار القلانسي ، تقدمه دار الصحابة للتراث لحملة القرآن ودارسي القراءات ، لأهميته ، ولما احتوى من علم عظيم ، حيث ذكره الإمام ابن الجزري رحمه الله في (نشره) ، وجعله من طرقه ، فقد ذكر الإمام أبو العز في كتابه هذا عشر قراءات:ابن كثير، ونافع ، وأبي جعفر ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف_في اختياره_، وأبا عمرو ، ويعقوب ، وذكر اسناده في ذلك وتم توضيحه بجدول ، وقد ذكر الكتاب كل ما يتعلق بتلك القراءات لسور القرآن ، بأسلوب سهل سلس يستطيع القارىء فهمه بسهولة ويسر.
من معاني (التحرير) في اللغة: التقويم. ومنه تحريرُ الكتابِ وغَيْرِه، وأما في الإصطلاح؛ فله عدة تعريفات ، منها: أنه الاجتهاد بالبحث والتحري لوضع تقييداتٍ لما أطلقه صاحبُ كتابٍ ما مِن أوجُهٍ للقراء، وذلك وَفْقًا للطرق التي أَسْنَدَ منها القراءات. وبعضُ أصحاب هذا التعريف يختصرونه في كلمتين؛ فيقولون: هو التقييد بالتدقيق، ومن فوائد علم التحريرات: الاستعانة بها في معرفة وضبط العزو إلى الطرق والكتب، والاستفادة منها في معرفة الأحكام الواردة في الكتب، والوقايةُ من الوقوع في التركيبِ والتلفيقِ في القراءة، والتنبيه على الأوجه الضعيفة، وبيان سبب ضعفها؛ ليتجنب القارئ القراءة بها، والنص على القراءات الممنوعة بسبب التركيب نتيجة لجمع القراءات في ختمة واحدة، وبيان الخطإ والسهو والوهم الذي قد يقع في كتب القراءات، ومن فوائدها بالنسبة للمتون: تفصيلُ أُجمِلَ، وتقييدُ ما أُطلِق، وتوضيحُ ما أَشْكَلَ، والكتاب الذي بين أيدينا هو نظم لتحريرات الشاطبية بقلم شيخ القراء والمقارئ المصرية السابق الشيخ حسن خلف الحسيني.
لما انتشرت الشاطبية في كافة أناء العالم الإسلامي اهتم بها الشارحون وحررها المحققون ومن هؤلاء المحررون صاحب هذا النظم العلامة الشيخ حسن بن خلف الحسيني نسبة إلى قرية (بني حسين) من أعمال صعيد مصر،أخذ القراءات من إمام عصره شيخخ القراء في زمانه العلامة محمد بن أحمد الشهير بالمتولي، نظم الشيخخ الحسيني في تحرير مسائل الشاطبية وجاء هذا النظم سهلاً عذباً فميّز ما صح من طرقها مما لم يصح على وزن الشاطبية، وجا من بعده العلامة الشيخ علي بن محمد الضباع الذي تولى مشيخة عموم المقارئ بمصر، ورئاسة لجنة مراجعة المصاحف، وضع لهذا النظم شرحاً فريداً سماه (مختصر بلوغ الأمنية) فاجاد وأفاد فصار الكتاب درّة ثمينة لا غنى لقارئ القراءات عن اقتنائها.
فهذا مجموع مشتمل على عشرة متون في فن القرآن من تأليف العلامة المحقق الإمام محمد محمد هلالي الإبياري، نسبة إلى قرية إبيار بمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية وهو عالم جليل وحقق عظيم توسع في التأليف هذا الشأن، وهذه المتون عظيمة الشأن سهلة الكلمات سلسلة الأسلوب، دقيقة المعلومة، جميلة المعاني، متقنة العبارة، شملت الآتي: متن خلاصة الفوائد في قراءة الأئمة السبعة، متن تنقيح نظم الدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشرة، متن الفوائد المحررة بما أتى عن الشيوخ العشرة، متن منحة مولى البر فيما زاده النشر للقراء العشرة، متن الطوالع البدرية، متن ربح المريد في تحرير مسائل الشاطبية، متن تحفة القراء في التجويد، متن هدية الإخوان ، متن خلاصة الأحكام، متن القول المفيد المبهج.
فإن المهتمين بدراسة القراءات القرآنية يعلمون أن القراءات الشاذة هي جانب مهم في علم القراءات ثم إن المجتزئين في علمهم يجدون في احاطتهم المحدودة بالقراءات المتواترة غنى وكفاية، ولكن أهل التعمق والفقه في التخصص ينقبون عن هذه القراءات الشاذة، وقد كتب مؤلف هذا الكتاب دراسته هذه للقراءات الشاذة، حيث لم يكتف في بحثه بالإجمال، بل اتخذ منهج الاستقراء والتفصيل المشبع، وتصدى للموضوع بجوانبه وجذوره، فهو حافل بالعديد من المزايا، حيث إن فيه تأريخاً دقيقاً، موجزاً أميناً، للقراءات المتواترة والشاذة التي حواها محرر ابن عطية، كما أن ابحث احتوى دراسة متعمق مؤصلة للقراءات الشاذة من ناحية الصوت والدلالة، وقد استطاع المؤلف بما أوتى من فكر ثاقب ودقة ملموسة فقد وفّى هذه الدراسة حقها، وهو بحق يعد إضافة إلى التراث اللغوي عامة، وإلى المكتبة القرآنية خاصة.
ليست الغاية من العناية بالقرآن الكريم أن يحفظ ويتعبد بتلاوته فحسب ، بل ليكون هادياً للناس في حياتهم وشريعة تحكم بها الأمة الإسلامية ، لتنظم أمورها ، وتسعد دنياها وآخرتها ، وفي هذا الكتاب الذي بين يأتي إلينا العلامة العطار ويعرض لنا فضل القرآن الكريم ، وأهميته في حياة المسلمين ، وعناية السلف الصالحين بالعلم والعمل به معاً ، وأنه لاقيمة للحياة بدون العيش مع القرآن ، ويرشدنا الامام العطار إلى كيفية صون القرآن ، واحترامه ، والقيام بتوفيره ، فيذكر لنا كيف نتعامل مع القرآن من حيث ترتيله ، وإعرابه ، والعمل به ، ثم يذكرنا بما ينبغي من صفات وآداب نحو القرآن ، ويعرفنا بكيفية النطق الصحيح ، ويحذرنا من الوقوع في اللحن الجلي واللحن الخفي إلى غير ذلك من آداب وأحكام.
القراءات بحر عميق لا يلجه إلا الكبار مثل الامام ابن الجزري رحمه الله الذي تحرى من هذه القراءات ما تواترت روايته فكانت هذه القراءات العشر التي ضمنها كتابه النشر فجمع فيه ما يقرب من ألف طريق وقد تعددت أوجه الخلاف في بعض الكلمات القرآنية التي ورد فيها اختلاف القراء والرواة وذلك لتعدد طرق الرواية، ولما كانت هذه الوجوه كلها محل بحث ودراسة، احتاج الأمر لمعرفة الطرق التي ورد كل وجه ودراستها لبيان المقدم منها الأداء، فجاء هذا الكتاب اختلاف وجوه طرق النشر- تحليل ودراسة، وقد حصرها فوجدها 455 موضعاً أصولاً، وفرشاً، فيذكر الموضع الذي ورد الخلاف مع بيان الأوجه، ويزيل اللبس في تحرير هذه الوجوه وبيان المقدم منها في الأداء واتبع لذلك بتوجيه مناسب لبيان المعنى.
فهذا كتاب (البهجة المرضية في شرح الدرة المضية) في القراءات الثلاث المتممة للعشرة المتواترة لفضيلة الشيخ علي بن محمد الضباع رحمه الله، وأسكنه جناته، الذي قدم أعمالاً جليلة في القراءات، وهذا الشرح من أجل شروح الدرة وأسهلها حيث ابتعد عن التعقيد والتطويل، فجاء مبسطاً سلساً لا يمل منه قارئه، الكتاب له طريقة خاصة تختلف عن باقي الكتب في المكتبات.