فهذا كتاب نفيس في القراءات السبع يُنشر أول مرة، ألفه أبو القاسم عبدالوهاب القرطبي، المتوفى سنة 462ھ تكلم في هذا الكتاب المختصر في ما اختلف فيه القراء السبعة المسمون بالمشهورين، دون غيرهم من الأئمة القرّاء، فلخص فيه الأبواب، وقرّب فصوله، ويسّر لكم عبارته، ليكون مفتاحاً للطلاب، ولم يذكر الأسانيد التي أوصلت إلينا هذه القراءات، كراهةً أن يطول بها المختصر، فالكتاب مفيد في بابه ومليئ بالدرر النفيسة، ينبغي لطالب القراءات أن يقرأءه.
هذا الكتاب النفيس في القراءات السبع ومؤلف الكتاب من علماء التجويد والقراءات الكبار بالأندلس، وقد نشر له كتاب الموضح في التجويد، الذي يعد من أهم كتب التجويد، وطريقته في عرض مسائل التجويد من أفضل الطرق،وقد لخّص المؤلف في كتابه هذا –المفتاح- اختلاف القَرَأة السبعة المسمين بالمشهورين، وبنى المؤلف منهجه على مقدمة، ذكر فيها سبب تأليف الكتاب، قال: "سألتم وفقنا الله وإياكم لطاعته، وجنبنا وإياكم معاصيه، أن أملي عليكم كتابا مختصرا في ما اختلف فيه القراء السبعة المسمون بالمشهورين، دون غيرهم من الأئمة القراء الذين قرأت بقراءاتهم في تجولي بديار المشرق، وذكرت بعضها في الكتاب الوجيز، وألخص لكم أبوابه، وأقرب عليكم فصوله وأبوابه، ليكون مفتاحا لكم لحفظ كتاب وجيز وغيره من كتبي، وقد أجبتكم إلى ما رغبتم، وسارعت إلى ما طلبتم، رجاء ثواب الله، وما يزلف لنا منه".
يعد علم التجويد احد أهم العلوم القرآنية التي أهتم بها علماء الأمة بحثاً ودراسة وتحقيقاً، نثراً وشعراً، وبما أن هذا العلم تأخر في ظهوره ونشأته قرنين من الزمن تقريباً، إلا أنه فاق كثيراً من العلوم الأخرى، وعلى الرغم من ظهور مجموعة من الكتب المحققة في عصرنا الحاضر إلا أن المكتبة العربية لا تزال تعاني نقصاً واضحاً في المصادر التي تبحث في علم الدراسات الصوتية، ولاتزال الحاجة أيضاً تدعوا إلى تحقيق ونشر الكثير من هذه الكتب لا سيما أن بعضاً منها يحتل مكانة متميزة في هذا المجال، والكتاب الذي بين أيدينا "المفيد في علم التجويد" من الكتب المهمة والنافعة لأن الكتاب ألف في الفترة الزمنية التي أعقبت عصر ابن الجزري، مما يتيح الفرصة للاطلاع على الحقبة الزمنية، وما لها من أهمية كبيرة في تطور هذا العلم، وكون هذا الكتاب تضمن قواعد علم التجويد بأسلوب سهل وواضح، وذلك لأنه لك يكن حاشية أو شرحاً لكتاب، بل كان كتاباً مفردا يضم موضوعات علم التجويد بطريقة ملخصة.