لقد عكف العلماء على منظومة الإمام الشاطبي المسماة (حرز الأماني ووجه التهاني) تعليمًا وإقراءً وشرحًا وتحريرًا بين مطول ومختصر، ومن الذين اعتنوا بتحريرها الشيخ شلبي بن شلبي الطنتدائي، فعلق عليها تحريرات نافعة أشبه بالشرح لبعض أبياتها في كتابه (الفيض الرباني في تحرير حرز الأماني)، فكان فريدًا من نوعه، وقام الباحث بتحقيقه من أول الكتاب إلى آخر فرش سورة البقرة.
يعد هذا الكتاب أحد كتب تحريرات الشاطبية وهو من أوسع تحريراتها، واشتمل الكتاب في مواضع كثيرة على ترجيحات المؤلف واستقصائه في بعض المسائل، واشتمل الكتاب على بعض المسائل في التفسير مما له أثر في الوقف والابتداء، وجمع بين الشرح والتعليق والتحرير لكثير من أبيات الشاطبية، وقام الباحث بتحقيقه من أول سورة الإسراء إلى آخر القرآن.
الكتابة في العلوم الإسلامية، بكافة أشكالها وأنواعها واختصاصها من أنفس ما نتفق فيه الأعمار، وأجلّ ما تصرف فيه الأوقات، وكيف لا يكون الأمر كذلك! فإن مكانة أي كتاب تستمد من مكانة موضوعه، والكتاب الذي بين أيدينا كتاب قراءات القرآن، فهو بها إذا في الذروة، فكتابنا "القواعد المقررة والفوائد المحررة" في القراءات السبع هذا للإمام محمد ابن قاسم البقريّ، كتاب وضعه ليكون كتاباً منهجياً للمبتدئين من طلبة العلم، وقام بالفعل هو بتدريسه لطلبته، واستمر طلابه بتدريسه لطلبتهم إلى يومنا هذا، فكان المؤلف بكتابه المختصر هذا قد أوقف قارئه على بيان أهمّ ما انفرد به كل قارئ من القرّاء السبعة.
هذا الكتاب لأهل القراءات كالكنز المفقود ألا وهو "اتحاف البررة بما سكت عنه نشر العشرة" المسمى "بتحرير النشر" للإمام المحرر العلامة الشيخ : مصطفى الأزميري الرومي الحنفي نزيل مصر ، وهومن أهم كتب النشر، كتاب لم يسبق إليه ، ويعتبر كتاب فرد في بابه ، فهو كتاب يذكر في المؤلف كتب النشر التي أسندها ابن الجزري ويبين بعد ذكر القارئ ما اذا كان للقارئ أسانيد عند ابن الجزري من هذا الكتاب أم لا، وهل ترك ابن الجزري بعض الأسانيد في الكتاب لم يذكرها في النشر ، ثم يبين ما سكت عنه ابن الجزري من قراءات ويعزوها إلى اماكنها ، وقد اعتمد الأزميري على عشرين كتابأ فقط من كتب النشر ، فالكتاب جدير بالاعتناء والاحتفاء من المهمتمين بالقراءات والمختصين بها.