كانت الحاجة ملحة لتعريف مصطلحات القراءات ، وأن الباحث فيها لابد له أن يقلب الصفحات في عدة ليعثر عليها وليصل إلى تعريف مصطلح فقام المؤلف جزاه الله خير بجمع أشهر المصطلحات في لم القراءات وفن الأداء في كتاب واحد ، بحيث إذا أراد الطالب أو الباحث معرف مصطلح ما ، بحث في الكتاب الجميل بدلاً من البحث المتعب في مجلدات ضخمة مما يوفر الوقت والجهد الكثير،قدم بمقدمة لا غنى لطالب العلم بمعرفتها ، ثم أتبعها ببعض المباحث التمهيدية بالمصطلحات وقد وصلت إلى 62 مصطلحاً عاما أصلياً وهناك الكثير من المصطلحات الثانوية التي وردت ضمناً، وذكر فيها مصطلحات متن الدرة المضية مشكولة شكلاً كاملاً، وافادنا ببعض الفوائد المتعلقة ببعض المصطلحات ، وغيرها من المباحث المفيدة التي لا غنى عنها بطالب القراءات.
هذا الشرح من الشروح المهمة للشاطبية ألفه الإمام عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة الدمشقي المتوفى سنة 665ه ، من الشروحات الثمينة والسمينة التي قلما يلتفت إليها مع أنها ثرية بالفوائد والدرر التي يشد إليها الرحال ، وقد يتعجب المرء عند مطالعة الكتاب كثرة الاحاديث والدقائق النحوية والصرفية وذكر الإختلافات الدقيقة ، ويشير إلى بعض الأمور اللغوية ، بل يضيف وينتقد ويصحح في بعض الأشياء التي يرى أنه محل نظر وقد يذكر بعض التقسيمات اللطيفة والممنهجة فحري لمن يعتني بالشاطبية أن يقرأها ويفيد ويستفيد.
فإن كتاب المكرر من أجل وأعظم كتب القراءات ، لأنه يمتاز بأسلوب فريد في تنظيم مادته العلمية مع عدم التكرار والحشو ، فقدم المؤلف بترجمة القراء السبع ورواتهم المشهورين وأسانيدهم ثم تكلم على الاستعاذة والبسملة، ثم أخذ يفرش الحروف فتعرض لكل السور وما فيها من اختلاف في القراءات السبع. وذكر ما بين كل سورتين من وجوه، وما في الوقف على المد العارض. ولكنه لم يتعرض للتوجيه ، وسترى فيه الفرق بين القراءات والروايات والطرق ، وتم فيه ذكر اختلافات القراء وغيرهها من الأمور المهمة التي قد يغفل عنها المهتم.
من جملة العلماء الذين ممن خصّهم الله بالعناية بكتاب الله العالم الرواية أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره وبيان معانيه وطرقه واعرابه ، إنه الإمام عثمان بن سعيد أبو عمرو الداني الأندلسي رحمه الله وكتابه جامع البيان في القراءات السبع المشهورة كتاب نفيس كل النفاسة في بابه حيث نجد الإمام أبا عمرو قدم كل ما آتاه الله من العلوم ليقدّم لأمة الإسلام كتاباً يكفيها أمر القراءات فاستخدم رحمه الله كل مقوماته العلمية ليبرز كتابه في منهجية علمية متألقة ، فهو رحمه الله يخضع القراءة لمنهج أهل الحديث في تتبع رواتها ونقدهم ويبيّن ما انبهم من أسمائهم من تدليس وغيره ، إضافة إلى ذلك أنه يورد لك طرقاً في بيان الحرف الذي قراء به قارئ من القراء.فالكتاب كالكنز الدفين لمبتغيه يدعوكم لقرائته قائلاً هل من قارئ يقرأني.
لقد حظي كتاب، شرح طيبة النشر في القراءات العشر لإمام الحفاظ وحجة القراء أحمد ابن الجزري بمكانة لامعة بين طلبة العلم الشرعي وخاصة من يحفدون لجمع القراءات، فقد كان مورداً ينهلون من معينه ومرجعاً يهديهم الى الرشاد، حيث تفيض من بين صفحاته معلومات سلسبيلة تروي الضمآن وتنعش الروح وتثلج الصدر وتنير الفكر، سيما وأن المؤلف رحمه الله بيّن بإتقان ملموس وإخلاص مرموق شرحاً برّاقاً لمتن طيبة النشر يتغذى به كل يتغذى به بصر كل مُمَاقِل له، ثم أتى فضيلة الشيخ العلامة علي محمد الضبّاع جزاه الله خيراً وأسدل عليه ثوباً مزركشاً، بالضبط والإيضاح فازداد بهاءً بحلّته النفيسة، وهذا الكتاب لكل من أراد التمكن منه والإستزاده من المعلومات الجمّه والشاملة ان يشبع مقلتيه وحِجَاه من كتاب النشر في القراءات العشر المؤلف رحمه الله تعالى فزيادة مبناه تدل على زيادة معناه والله الموفق لكل خير.
أسهل ما يُتوصل به إلى علم القراءات من التصانيف المنظومات نظم الشيخ الإمام العالم أبو محمد قاسم بن فيرة بن أبو القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي، ومن قصيدته اللامية المنظومة من الضرب الثاني من بحر الطويل، المنعوتة ب : (حرز الأماني ووجه التهاني) فأول شارح شرحها الإمام علم الدين السخاوي تلقاها عن ناظمها، وتابعه الناس على ذلك فشرحوها، فمنهم من اقتصر، ومنهم من علل وأطال، وخرج عن حيز الاعتدال، وهذا الكتيب تم فيها حل ألفاظها واستخراج القراءات منهابعبارة سهلة يفهمها المبتدئ، ولهذا لم يتعلل المؤلف للتعاليل المطولة فإنها مذكورة في تصانيف وضعت لها، وسماه المؤلف (سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهي).
القراءات القرانيه ليست بالإجتهاد والإختيار وإن تنوعها واختلافها ليس وليد اغفال الكلمات القرآنيه من النقط والشكل؛ اذ لو كان كذلك لكانت كل قراءه يسمح بها الرسم وتسيغها العربية الصحيحة، وليس كذلك؛ فإن كثيراً من الكلمات يحتمل رسمها أكثر من قراءة واللغة تجيزهذه القراءات ولكن لم يصح فيها الا قراءة واحدة، والقراءة لا تعتبر ولا يعتد بها إلا اذا كانت عن التلقين التوقيف والتلقي والمشافهة والنقل والسماع والرواية، وفي هذا الكتاب الجميل شرحَ الإمام المالقي كتاب التيسير للداني في القراءات ولا يختلف المالقى كثيراً في طريقة شرحه عن كُتّاب الشروح الآخرين؛ إذ نجده يبدأ بذكر نص المشروح من كتاب التيسير ثم يشبعه بالشرح والتعليق والتحليل، اتبع المالقي في شرحه الأسلوب المقارن، اعتمد المالقى في نقوله من كتاب التيسير على نسخ متعدده.ومن ما يرتبط به حرصي على تحقيق الدقه والامانه لشرحه التزم المالقي في الأعم الأغلب من شرحه بذكر أسماء اللغويين والنحويين وعلماء للقراءات الذين ينقل عنهم، يشتمل كتاب المالكي على شواهد من القرآن الكريم والحديث وأشعار العرب وأمثالهم.
هذا كتاب ((تقريب النشر في القراءات العشر)) للإمام المقرئ ابن الجزري الشافعي الدمشقي ، وهذا الكتاب مختصر كتاب ((النشر في القراءات العشر)) له وسماه ((التقريب)) ، وهو الجامع لجميع طرق العشرة في القراءة لم يسبق إلى مثله.يقول المؤلف في مقدمته : "وبعد فلما كان كتابي ((نشر القراءات العشر )) مما عرف قدره واشتهر بين الطلبة ذكره ، ولم يسع احداً منهم تركه ولا هجره ، غير أنه في الإسهاب والإطناب ربما عز تناوله على بعض الأصحاب ، وعسر تحصيله على كثير من الطلاب ، التمس مني أن أقربه وأيسره واقتصره على ما فيه ممن الخلاف ، فاختصره لثقل لفظه ويسهل حفظه ويروق رشفه ويهون كشفه ويكون نشراً للطيبة وبشرى لكلماته الطيبة".